مريم عبد العزيز: سجاجيد

Source: lillarugs.com

١
الحائط بحذاء السرير
منه ينبعث البرد
ليملأ الغرفة
رغم النوافذ المقفلة
وسجادة الصوف الكبيرة؛
حملها أبي من بلد عربي
لجأ إليها هربا من حصاره
ليفاجأ بالحصار الاقتصادي.
وجهة غير موفقة
لرجل يعاني من الاكتئاب.

.

استمر في القراءة

لبنى علاء: كل الفراشات تصعد إلى السماء


Margaret Bourke-White, “Three butterflies and two peaches”, 1939. Source: artsy.net

كان على وشك الغرق في النوم قبل أن ينتبه إلى أنه لم ير زياد، طفله الكبير. ذهب ليفتح باب غرفته بهدوء شديد فوجد ثلاث فراشات تحوم حول رأسه. نظر إلى النافذة فوجدها مغلقة، ووقف حائرًا قبل أن يحاول إخراج الفراشات حتى لا توقظ زياد ولكنه فتح عينه.
– في حاجة يا بابا؟
– لا يا حبيبي بأطمّن عليك.

استمر في القراءة

حازم يحيى: كتاب اللاوهج

Kiki Smith, “Etc., Etc.”, 1999. Source: moma.org

(١)
تضيئني أفكار مرعبة
وأخرى عشوائية
لأجل هذا أعير المستحيل معنى
وأتداخل في الليل
ربما تنحدر اللحظات أحجارًا على صدري
وربما يضطجع زمني على حافة ملساء
لكن يظل الثبات دائمًا مشهدي الخيالي
فأسير كمرأى ليلي لمن أحب

استمر في القراءة

محمد هاني: تحليق اضطراري

Coney Island Loop the Loop Roller Coaster Patent Poster. Source: allposters.com

من أين تقلع كوابيسنا؟ لماذا تصلنا؟ وإن صادفتنا في يقظة بعد غفلة، هل هناك رسالة يجب قراءتها؟ أم أنها نبوءة ذاتية التحقق؟
محاولا إجابة سؤال عن ماهية خوفي من المرتفعات، إن كان أثرًا ممتدًا لحادث، أم انعكاسًا لقلق دفين شق طريقه إلى سطح السلوك على هيئة هلع داخلي فصل صاحبه عن كل ما قد يجري حوله لو انتبه لموقفه والمسافة بينه وبين أرض مستقرة فوق هوة عميقة. ظل ترتيب الأحداث مخادعا، وتضاءلت ثقتي في الذاكرة، لكن شيئا واحدا استقر بأحلامي وهو تحديق الهاوية بي، وأحيانا إحكام قبضتها علي وابتلاع جسمي المنهار استسلاما بإحدى شرفتي منزل عائلتي.

استمر في القراءة

بالليل أحرث البارات: المزيد من كاترينا غوغو هدية السنة الجديدة من كارول صنصور

Youssef Rakha

*
قالوا إن الملاك
الذي حط فجأة على شرفتي
يوم الثلاثاء ٢١ مايو ٧٨
سكير
يمر كل ليلة
على جميع بارات أثينا
ويشرَب حتى الثمالة
وفي الصباح بشق الأنفس، قالوا
يعود ينضم إلى رفاقه الملائكة
تحسده النجوم

استمر في القراءة

لم نألف شيئًا بعد: قصائد ورسوم رولا الحسين

أمنيات مستحيلة
كلّ ما أردتُه
أسنانٌ مستقيمة
كأسنان فتيات الإعلانات
ولحظةٌ رائعةٌ أمسكها من جهتيها
اليمنى واليسرى
وأمدِّدُها
لتدوم طويلا، لتدوم أبدا.
.

استمر في القراءة

أمجد الصبان: مصارع الأحلام

Karishma D’Souza, “Dream creature – What none spoke of”, 2018. Source: artsy.net

كانت الأحلام تكرهه حقًا، تذهب إليه من أجل لقمة العيش فقط.
عندما يجدون اسمه على قائمة الحالمين لهذه الليلة، يرتعدون خوفا> تصلي الأحلام كلها حتى لا تكون من نصيبه. ومن يقع عليه الدور منها  يربتون على ظهره بمحبة ممزوجة بالشفقة. يقول الضحية “لم أر مثل هذا الخراب الذي بداخله، أدخل حلمًا سعيدًا وأخرج ملطخًا بالدم  أو بشيء ممزوج  بالدموع. ادعوا لي أن لا أتحول إلى كابوس”. أو بحذر: “إذا عدتُ قليل الأدب، أرجوكم اشعروا بما مررت به”، يجيبونه بشفقة “لا تقلق”
كان في الثالثة والثلاثين من عمره، عاطلا عن العمل، بدون تجربة عاطفية، لا يفيق من ظلمات الغرفة أو أحيانًا عاملا، يمر بتجربة عاطفية، لا يمكث في غرفته قط.

استمر في القراءة

مالك رابح

Gerhard Richter, 1024 Colours, 1973. Source: reddit

شئ يمكنك أن تعود إليه
أشعر بالامتنان نحو الرمادي المتمطي خلف النعاس، نحو الارتباك الطفيف المتبقي من حلم محرج، نحو الشعور الغفل بأنك كنت هنا قبلًا و بالطبع، أكثر من أي شئ آخر، نحو الأشياء التي توفر دائمًا فرصًا ثانية، مقدرة أن إدراكنا المناسب لها يعتمد على تراكمات من الانطباعات الخاطئة وأن تعثرنا في لمسها يمكن تداركه في المرّات القادمة.

استمر في القراءة

سمية عبد الله: أغنية بعيدة

By Youssef Rakha

ماذا يعني أن ينبت لليل صوت من آخر حنجرة نامت فيه؟!
تغني للمسافات.. والخطوات المبتورة
والأرصفة اليتيمة
للبحر الساكن .. ولأولئك الذين يشعرون ألا جدوى من وجودهم
وللحياة التي لا جدوى منها أيضا
.

استمر في القراءة

أحمد فؤاد الدين: سيموت الآن

Lyle Ashton Harris, “Blue Field”, 2010. Source: artsy.net

 

“نموت.. ننام.. وما من شيء بعدها
أبهذه النومة ننهي لوعة القلب؟”
هاملت، شكسبير
سأموت الآن. أقود سيارتي وقد تسرب النوم إلي حتى استحوذ عليٌ، لا أشعر بحركتها، لابد أنها تحافظ على سرعتها العالية، فقدت السيطرة على قدمي لكني أشعر بها تضغط على دواسة البنزين. يداي قابضتان على المقود ورأسي مستقر عليه، وآلة التنبية معطلة، ربما أنقذتني لو كانت تعمل، أحاول عبور الحد الفاصل بين النوم والإفاقة فالآن هو الحد الفاصل بين الموت والحياة، الموت يرحب بي وينتظرني، أما الحياة فتبدو بعيدة المنال كسراب شاهدته صباحًا يغمر طريق العودة تحت أشعة الشمس. أحاول وأحاول مرة بعد أخرى أن أفيق مما أنا فيه، لست مستعدًا للموت، لكني لا أملك أي إرادة. لا أعرف كم مر من الوقت، ربما جزء من الثانية منذ بدأت أنت القراءة، ربما ساعة.
سيموت الآن، أو ربما بعد دقائق، سيتركني أرملة بعد عامين فقط من الزواج، سأصير مثلًا لسوء الحظ، لا أزال صغيرة في السن، لم ننجب أطفالًا، سأحوذ لقبًا لم أتصوره. سيموت الآن تاركًا فراغًا لا يمكن ملؤه، ويتركني أرملة لا يمكن لها أن تعترف بما اقترفه أبدًا، ستجن أمه وتبكي، سيجمع أصدقاؤه صوره ويعلقونها في كل مكان، سيغيب ويترك أثرًا باقيًا في كل موضع عشنا فيه يومًا.

استمر في القراءة

كريم عبد الخالق: قصائد قصيرة #1

Youssef Rakha, “Cairetros 2”, 2021

لأن ما تبقى
ربما لا يكفينا معًا
سأقول أمام الله، ببساطة، أنني كنتُ
“أقبلُ الأشياء”.
*
بعد الغداء
في السرير
بطوننا مليئة بكلمات لا نحتاج إلى أن نقولها بعد الآن.
*

استمر في القراءة

سلطان محمد: حيوان التصوف

Margot Wallard, from “Natten”. Source: 1000wordsmag.com

حركةٌ ثمة فيَّ
حيوان بحجم عُقلة إصبع يحرُنُ
يطلق زئيرًا لا يُسمع ويُحَسُّ
يخبرني بأمر لا أفهمه
لكنني واثق بأنه يعنيكِ،
حيوانٌ بأنيابٍ لغويةٍ ينزُّ سُمها من كلامي
فأريد سمعكِ كلهُ من الغلافِ إلى الصميم وحتى الصَّمَم،
حركةٌ بشاكلة فَلَكٍ في دائرة قُطرها عدَمُ المسافةِ
كنَخْرٍ غائرٍ،
هل من دم؟
ربما، لذا تنزفين من نومك بالكوابيس !

استمر في القراءة

كارول صنصور: رائحة البحر

North Coast, 2018. By Youssef Rakha

في الحلم أنام جنب رجل رائحته كرائحة بحر بلاد أعرفها 
نحدق في سقف غرفة
متخيلين أننا نرى النجوم
بإصبعي أشير إلى كوكبة اصطفت على شكل فراشة
بخفة يطبع قبلة على كتفي الأيسر
حيث كان يحب أن ينام
وأمشي جنبه في حلم آخر

استمر في القراءة

كريم محسن: اليوم الأول في العمل

David Reinfeld, “About Face #5”, 2018. Source: artsy.net

-١-
أمام البوتجاز، أقف مرتديا فانلة قطنية بيضاء يحتضنها بعناية بوكسر كحلي، وشراب أسود اللون يخنق قصبة ساقي. ذقني الحليقة تجعل وجهي ضخم وأبله، مما يليق بدوري الجديد كموظف تخرج منذ ثلاثة شهور فقط من الجامعة. رائحة الصابون تفوح مني وتثير داخلي قرفًا محتملًا، تناسيته مع رائحة البن المحوج التي تحتل فضاء المطبخ. سيجارة ميريت أصفر بين شفتي، وأصابع يدي تتأهب لكنكة القهوة حتى لا تفور وتفسد صباح يومي الأول في العمل. قطرات عرق في سباق مستمر على جبيني، بلا قواعد أو خط نهاية محدد: تمتزج قطرتان مع بعضهما وتشكلان قطرة كبيرة، تسقط في النهاية على الفانلة وتصنع بقعة شفافة ضخمة، سرعان ما تجف. قطرة صغيرة ينتهي مصيرها عند حواجبي الكثيفة. بعض القطرات تفضل النهايات الدرامية، فتسلك طريقها باتجاه عيني قبل أن أقضي عليها بمنديل.
سكبتُ القهوة في الفنجان، وضعتها على السفرة، اتجهت للحمام، غسلت وجهي بالماء وجففته معلنًا نهاية سباق قطرات العرق، وبداية سباق جديد: اللحاق بأتوبيس العمل بعد نصف ساعة.

استمر في القراءة

حيدر صادق: اسم الكاتب مستعار

Untitled, 2021 by Youssef Rakha

عطش
قبل أشهر من الحادثة رأيت في منامي أني أسحب زجاجة العصير من جانب الفراش وأشرب منها ما يسد رمقي وفجأة يتبين لي أن في الزجاجة بول حار، شعرت بالجحيم في حلقي وكدت أتقيأ لكني استيقظت من الكابوس وصحوت من نومي فزعاً لأتحسس زجاجة العصير بجانبي وهي مليئة بسوائلي القذرة. شعرت بالاطمئنان كونها مملوءة، وكون ما حصل في الكابوس لم يتجاوز حدوده إلى الواقع، فعدت إلى نومي عطشان ولكن كان الأهم عندي أن مريئي خال من اليوريا وهذا أمر جيد من شأنه أن يعيدني إلى نومي مطمئنا رغم ظمئي، فالعطش شر أرتضيه لساعات محدودة ما دام الصباح يعد بماء وفير.

استمر في القراءة

مهاب نصر: صبيحة القيامة

Hieronymus Bosch, The Seven Deadly Sins And The Last Four Things, 1500-1525. Source: Wikipedia

صبيحة القيامة
كانت الأغلال مابرحت تطوق معصميّ
ولا أقوى على النهوض بسبب الأفكار
أو بسبب فكرة واحدة
أو لا شيء
وكان هذا يؤلمني
كما لو كنت أرى جسدا يتألم
ولا أستطيع أن أقول: اصمت حتى نعبر
ولا أصدق أن العبور صار وراءنا
والآن أثرٌ فقط

استمر في القراءة

أمنية منصور: والدنيا هس هس

Mohamed Nassef, Cairo, March 2019. Courtesy of the artist.

من أجل أن نلتقي في المدينة التي لا تنام. هذه القاهرة. لا تنعس حتى، أو تغمض جفنيها. عيناها على اتساعهما كل لحظة، ترصد الأفق وكأنه مبسوط فلا يحجب رؤيتها لا زحمة ولا تراص أبنية ولا فضاء. في كل الاتجاهات تُلاحق ببصرها أناسًا جالسين وقططًا حائمة. لا تغفل عن شيء. يقظتها فاتكة تعضّ ما تراه، تهشّمه أسنانها حتى تبتلعه. ظننا أن الملاذ من مراقبة القاهرة في حَوارٍ ضيقة ودهاليزَ مظلمة ولكن كيف وحتى ما يحدث في كنف الغرف المغلقة لا يخص أصحابها بل يداوي مقلتيها الحمراوين. لا ينقطع دأبهما قط.

استمر في القراءة

لوهلة أولى تظن أنها طريدة حلمها: منى كريم تترجم تارا بيتس

Arthur Streeton, “The railway station, Redfern”, 1893. Source: Wikipedia

 

حلم عنكبوتي
كلما التفت نحو الجدار
لمحت نبضها ونموها
عبابها الأشعث، أبيض ورمادي، يثخن
بالعمل الدؤوب لفرقة العنكبوتات
أنفاسها تتقافز مذعورة
لأن شهقة واحدة لا تكفي

استمر في القراءة

أحمد كامل: أجمل حذاء في العالم

Vincent Van Gogh, “Shoes”, 1886. Source: gallery30.ru

لا أذكر من يومي الأول في ورشة الأسطى خليل، سوى سؤالي له: “ما هو أجمل حذاء فصّلته يا أسطى؟” لا أعرف لماذا انزلق مني سؤال كهذا؛ ربما بسبب رؤيتي طيلة اليوم لتشكيلات محدودة تتسم نوعاً ما بالقبح، من جلود الفُندي (وجه الحذاء) التي يطبِّعها الصنايعية بمسامير فوق القوالب الخشبية، قبل التعريش واللصق على النعال باستخدام الكُلّة الحمراء.
كنا في آخر الليل، الصنايعية غادروا، والشارع قبالنا مظلم بلا قدم، والرائحة الصافية لجلود الحيوانات تضرب أنفي بعد زوال غبار النهار وعرقه، فيما أتنقل مقرفصاً فوق بلاطات منقورة باهتة؛ مهزومة بفعل الزمن والأحذية، أفرز مخلفات اليوم، أنتقي ما يصلح لإعادة استخدامه، وأكوّم التالف في جوال من خيش.
كان الأسطى جالساً على كرسي خشبي، عند عتبة الدكان، تحت كلوب يشع بضوء خفيف أصفر، يتزاحم حوله ناموس وعثث، يرتشف من كوب شاي تتصاعد أبخرته، يستقر بين أصابعه المعبَّأة بالصبغة وبكدمات سوداء في أظافره الشائهة، التي تعدني بمستقبل مماثل حال الترقي في الصنعة.

استمر في القراءة

مهاب نصر: نحن لا نُغلَب في ملعب الحب.. لأننا نسرع بالفرار

Walid Ebeid, “Parting Carols”, 2018. Source: artsy.net

هذا ما قررته إذن.. بسبب العمل المنهك فقط، لا سبب آخر.
لا أشكو، أصارحكِ، على العكس، إن الجهد المضني بلا طائل يجعلني متيقظا دائما، كذبابة يطير وراءها أحدهم بمذبة. حين أغادر إلى البيت لا أكون راغبا في قضاء بقية الوقت نائما، هكذا أستثمر في الأحلام. عادة قديمة. الأحلام تجلعني يقظا أثناء النوم. لا تناقض أبدا. المذبة هنا أيضا. وكلما ظنوني ميتا، سُمع الطنين نفسه، فوق أنف أحدهم أو عند جبهته. غير مؤذ كالعادة. لم أكتب إليك من أجل هذا، بل لأنني تساءلت أيمكن أن يُصنع شيء حقيقي من حلم؟.. فكرة مثلا.. حياة حقيقية؟ أتخيفك الأحلام، هل تفقدك توازنك في النهار، هل تطن فوق أنفك كذبابة؟ أهي قادرة على إيذائك؟
كتبت هذا إليك لأنها أصبحت طريقتي للتحقق من أفكار معينة. بعض الفقرات كانت تضحكني حتى قبل أن أبدأ. لا يحدث هذا مع الكتابة فقط. بل الأحلام أيضا، أعني تذكري للأحلام التي أحكيها لنفسي.

استمر في القراءة

No more posts.