حتى الآن، لا نعلم كيف وصلت إلينا هذه الأوراق، رغم العزلة التي كانت مضروبة حول صاحبها، ولا نعلم أيضاً ما إذا كانت حقيقية أم هي مجرد وهم صنعه خيال كاتبها؟ رغم ما تردد مؤخراً حول فضيحة الكاتب الشهير الذي نحت رواية كلاسيكية مشهورة بنفس أحداثها ونسبها لنفسه. على العموم، الأوراق بين أيدينا الآن وننشرها كما هي، ونتحمل توابع كل ما جاء فيها إخلاصاً فقط لنسبة – ولو كانت ضئيلة – في كونها حقيقية. وليحدث الله أمراً كان مفعولاً.
ننشر هذه الأوراق بناءاً على طلب صاحبها وعلى مسؤوليتنا.
Sohrab Hura (schizophrenic mother with her dog), India, 2008. Source: newyorker.com
أنا من أصول يونانية، هذا على الأقل ما قالته لي ماما. ماما لا تعرف من هو والدى. أول مرة قالت لي أنه مات بإحدى المعارك الأهلية قبل ولادتي، ثم تراجعت عن هذه الرواية قبل أسابيع من موتها، وأخبرتني أن والدى هو قطيع ذئاب. أجل، هذا ما قالته. مجنونة، صح؟
في آخر أيامها كانت كذلك. انزلقت في الليمبو. كانت تجلس على الشرفة بشقتنا المطلة على ساحة كوردوزيو لساعات، وتحدق في الناس. تصرخ أحياناً وتشتم المارين والطيور القبيحة، وفي مرات تركض عارية للشارع وراء البوليس صارخةً: سالفامي! سالفامي!
كانت تبدو فزعة كأن الشيطان بلحمه يلاحقها.
لم أستطع الاعتناء بها كما يجب على ابنة العائلة، ولم أملك المال الكافي لاستخدام ممرضة تسهر على رعايتها، كان عليّ أن أعمل طوال الوقت، ثلاثة حصص يومياً، ما عدا السبت. عليكِ أن تفهمِ أنه لم يكن لدي خيار.
في الحلقة الأولى من بودكاست ختم السلطان، يعرض مينا وإسلام لمجموعة “لا توقظ الشعب يا حبيبي” الصادرة حديثا للشاعر مهاب نصر، ويناقشان قصيدة النثر وجماهيرية الشعر والملابسات المحيطة بنشره في الوقت الحالي مقارنة بالماضي القريب وزمن ما قبل فيسبوك.
بودكاست ختم السلطان هو إنتاج وتنسيق مينا ناجي وإسلام حنيش. هما من يختاران الضيف، ويحددان الأسئلة، ويديران الجوانب التنسيقية والتقنية. وليس للموقع فضل ولا عليه لوم غير استضافة البرنامج