غيث الأمين: أربع قصائد

Boomoon, “Bosphorus Fish Play No. 8”, 2018. Source: artsy.net

-١-
ككيس بلاستيك
يطير في سماء أيام زائدة،
أتأبط خساراتي وأبحر
ومثل سفينة جانحة في مرفأ
أسند على حائط.

 

استمر في القراءة

لم نألف شيئًا بعد: قصائد ورسوم رولا الحسين

أمنيات مستحيلة
كلّ ما أردتُه
أسنانٌ مستقيمة
كأسنان فتيات الإعلانات
ولحظةٌ رائعةٌ أمسكها من جهتيها
اليمنى واليسرى
وأمدِّدُها
لتدوم طويلا، لتدوم أبدا.
.

استمر في القراءة

مالك رابح

Gerhard Richter, 1024 Colours, 1973. Source: reddit

شئ يمكنك أن تعود إليه
أشعر بالامتنان نحو الرمادي المتمطي خلف النعاس، نحو الارتباك الطفيف المتبقي من حلم محرج، نحو الشعور الغفل بأنك كنت هنا قبلًا و بالطبع، أكثر من أي شئ آخر، نحو الأشياء التي توفر دائمًا فرصًا ثانية، مقدرة أن إدراكنا المناسب لها يعتمد على تراكمات من الانطباعات الخاطئة وأن تعثرنا في لمسها يمكن تداركه في المرّات القادمة.

استمر في القراءة

غيث الأمين: قصيدتان

Charles Bukowski by Ulf Andersen (Getty). Source: newyorker.com

 

درويش يدور بحريق البنزين

إلى فادي أبو خليل
-أشعر شعراء جيله-
في غيبته الصغرى.
– I –
يهيم في الليل أحياناً
طيف فادي أبو خليل
الرباعي الدفع
منطلقاً بقوة تحت المطر
مخترقاً شارع الحمرا بطوله
منحرفاً بكامل سرعته يساراً
كقبضة في وجه ملاكم
صعوداً نحو السادات.

استمر في القراءة

سمية عبد الله: ونحن بعد حين سنُمطر

Frank Ward, “Street Scene, Wolverhampton”, 1958. Source: artuk.org

(١)
القمر في تلك الليلة
كان متوهجا
السيارة مسرعة
كنت أراه
يتبعني وأتبعه
لكني ما استطعت الاتساع له
(٢)
الليل بماذا يشعر حين يغادر الناس إلى أحلامهم؟

استمر في القراءة

ملك عفونة: تمارين قسرية

Sylvie Blum, “The Pigeon”, 2016. Source: echofinearts.com

الثّانية فجرًا
الوقتُ مثل حمامةٍ تحلّقُ برتابةٍ فوق الأطلسيّ
ما همَّ في أيّ ناحيةٍ تفرد جناحيها السّميكين
المهمُّ أن تطير، وتواصل الطيران، لكي لا تغرق.
*

استمر في القراءة

سمية عبد الله: خيانة

By Youssef Rakha

‏هذا الشعور المقزز حين يهجم كجرادة عملاقة
‏تأكل صوتي
‏وتجعل من الذاكرة جيشا من أحلام جافة وغائبين مشردين
‏إنه الوقت الذي يقضمني فيه الليل
‏ذاك البرد الساخن الذي يشبه التواء الكاحل والخطوات العرجاء
‏لا شيء الآن يمنحني القدرة على تزييف ابتسامة أو ركل هذا الليل أو حتى صفع الفراغ اللامتناهي أمامي

استمر في القراءة

إسلام حنيش: الغيم أسرّة طائرة

Morgan R. Hobbs, Sick Sheets, 2013. Source: morganrhobbs.com

جلسنا على صفيح الموت مرتين
كنا متأنقين في الأولى
كأننا في زيارة رسمية
لن تطول لأكثر من يومين
لم نشعر بالتهديد من طول المسافة
ذهبنا غير عازمين على شيء
بحقيبة سفر صغيرة
وحزمة من الأمنيات
ورجعنا دون خيبات تُذكر
في الثانية رأينا الله كثيرًا
ولم نرَ الكنز في الرحلة
فلم نذهب لأبعد من شارعين
.

استمر في القراءة

كارول صنصور: في طريقي إليك

Mario Giacomelli, Presa di coscienza sula natura Angelini, 1970. Source: sageparis.com

في طريقي الطويل
أصادف الغرباء من بلادي
أطعمهم الحليب والعسل
أسمّم بئرهم
لأجل الذين رحلوا
كم أنتِ زائفة يا بلاد

استمر في القراءة

ملائكة هرمس الجدد

Julian Schnabel, “What Once Denoted Chaos is Now a Matter of Record”. Source: christies.com

١
الملائكة، عواصف النار، يدرن حول مهجور أشعل العالم. الرنك ساقطٌ، كالمطر على بهجة الإنسان التي صنعها على هذه الأرضين، حيثُ حاولنا العبادة والإيمان. في حال أن تذكرت، لا تنس. افهم، حطمت الأقمار على رأسي الإنسان، النجوم تصرخ على رصيف التاريخ الأمريكي-إكس. اعتقالات جذرية.
ابن آدم، بعد حقبةٍ في جهنم، أطولُ وأشهى منه امرأته، نصفه الآخر؛ عرفت الملائكة تلك الكؤوس، لماء القبائل.
وانظر، الملائكة الأربعة، ركبت البورشه، وانظر، كنّ وسيمات، ومعهن صناديق الفضة والجوهر.

 

استمر في القراءة

لا تخلعِي فألًا على إزارِ بدويٍّ يُرفرِفُ: نصوص نصر جميل شعث

Trent Parke, Sydney, from “Dream Life”, 2002. Source: magnumphotos.com

مَن أَعرفُ أنّ رحلاتِهم حزينة،
لا أكفُّ عن القول لهم:
رحلة سعيدة.
بالأماني، فقط،
أَتدخَّلُ في شُؤونِهم.

بِطولِ الخيال الذي نَما قبلَ الأسنان،
بالفرق الشَّاسع – في الإيقاع – بين القمح والشَّعير،
بِنظرةِ الغريب إلى السَّماء،
بِباعِه وبذِرَاعِه؛ حسبْنا المسافةَ
بينَ بلدٍ وبلد.

استمر في القراءة

يوسف رخا: دِيَم، المتنبي ١

أربعة وأربعون عاماً حتى أعرف أن الديمة هي المطر الحنون، ذلك الذي حين يَنزل لا تُصاحبه أصوات مُفزعة، وأن مجيئه متوقف على أمزجة الغمام. جرّبي مرّة أن تكدّريه، أن تذكّريه بمتاعب الحياة، ولو رأيتِ غير أهوال السماء اتفلي على وجهي. معقول كل هذه السنين وأنا أكابر؟ الصواعق التي تحيلني شبحاً مُعتذِراً يزحف على أمل أن تمصّه الأرض، التي تجعل المياه إيهاماً بالغرق والجفاف تعذيباً بالكهرباء، وحده الغمام يقدر على منعها كما يُرسِل الدِيَمَ غيداء وشهية وفرحانة باحتوائي. أربعة وأربعون عاماً حتى أراها كراتٍ من الفضة تتراقص في أسراب على هيئة طائرة أو حصان، تتجسّم للقائي. فأعرف أن الشوق ليس سوى المياه التي تَقطُر من أجسامنا حين يعصرنا الفراق. الدِيَم عندي أنا يا حبيبتي. في جلدة رأسي من الداخل سماء أحاول أن أكون غمامها. وحتى الأرض التي تحملني مجرد حجة لأكتب لك. الآن ينقعني المطر.

الثورة بجد: قصائد مختارة ليوسف رخا

Rakha, Iford Delta 3200 Negative, 2003

Youssef Rakha, Iford Delta 3200 Negative, 2003


رسالة إلى صديقي*

 

أكتب لكَ والمنافض أهرام من الأعقاب.
الشيء الذي حذّرتَني من دَوَامِه توقّف.
وصداع النوم المُمَزَّق يجعل الدنيا خاوية. أنت فاهم.
في جيوب الحياة ننقّب عن عملة من عصور سحيقة،
عملة صدئة وربما قبيحة لكنها سارية في سوق الأبدية.
نصبح ملائكة حين نعثر عليها. نجترها حتى نتأكد
أنها لا تشتري البقاء.
؎

استمر في القراءة

كأنّ مدينة توجد: قصائد الموسم من مهاب نصر

Patrick Rapati, from “Eight Drawings for Invisible Cities”, 2017. Source: maritimeartlist.com

(١)
لا يمكنني أن أتعلم
وأنتم، هل يمكنكم؟
يتحسن مزاجي لسبب آخر
أن أحكي قصة لشخص ينام على ذراعي
هل شعرتم بهذا التنميل الخفيف من قبل؟
هل اعتبرتم يوما أن ذراعا واحدة
تكفي لحمل الأصابع التي تقلب الصفحات؟

استمر في القراءة

هشام البستاني: تلك النقاط التي تشتعلُ وتخبو

Ottoman image of the building of the Hejaz Railway from the Turkish State Archives. Source: aliwaa.com.lb

أنتَ؟
أنتِ؟
هل.. أعرفكَ من قبل؟ كأنني.. شاهدتكَ في مكانٍ ما..
كأنني.. أعرفكِ. أعرفكِ. ربما لا. لا. لا أذكر فعلاً إن كنتُ رأيتكِ قبل اليوم. لكن يُخيّلُ لي أننا تحدّثنا والتقينا.

استمر في القراءة

مهاب نصر: قصائد آخِر السنة

NN11517512

Bieke Depoorter, from “it may be / Mumki”, Cairo, 2012. Source: magnumphotos.com

فكرة
أشياء كثيرة تؤلم
ولكن ليس كاسترجاع فكرة
إذ يفتح الواحد فمه
ويظن أنها ستمر
يطوي ذراعيه إلى صدره
ويتأسف
والآخرون يتظاهرون بالنسيان
فكّر أن تكون معهم

استمر في القراءة

مهاب نصر: المرآة والمهرج

W. Eugene Smith, Charlie Chaplin in Makeup, 1952. Source: christies.com

(١)
في الستينات والسبعينات عندما كنا نسأل الناس عن أية أهداف كانوا يتبعونها، كانوا يجيبون بطريقة متواطئة وواضحة جدا في مجالات الحياة العائلية السعيدة، كما كانوا يعرضون مشاريعهم للتوصل إلى الملكية الفردية، إلى شراء سيارة جديدة () نتكلم اليوم لغة مختلفة جدا حيث توجد مسألة تحقيق الذات، البحث عن الهوية، أو يتعلق الأمر بتطوير القدرات الشخصية ولكن غالبا بطريقة مبهمة () النتيجة هي أن الناس يغرقون أكثر فأكثر في متاهة الشك الشخصي وفي إرجاعه إلى أسباب شخصية، ولا يتوقفون عن الحاجة للتأكد من ذواتهم والنكوص اللامحدود من سؤال إلى آخر: هل أنا سعيد فعلا؟ هل حقا كونت نفسي؟ من هو بالضبط الذي يقول أنا ويطرح الأسئلة؟ أولريش بك، مجتمع المخاطرة

في ثمانينيات القرن الماضي كنت أعمل مدرسا في إحدى المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم في مصر. كنت أنا من يفرض الشروط على جهة التعيين: مدرسة قريبة من البيت (كان بإمكاني الوصول إليها في ربع ساعة سيرا على الأقدام)، اختيار الفترة (حيث كانت المدرسة تعمل لفترتين صباحية ومسائية)… ولأنني كنت كارها للوظيفة لم أتقيد أبدا بكثير من بروتوكولاتها”: لا أحضر الطابور، لا أحمل كراس تحضير، وأتحدى الموجهين المشرفين بأنني قادر على الشرح دون الرجوع إلى هذا الدفتر العجيب. أتغيب كثيرا، حتى إنني حينما تركت العمل كان لدي ملف مخالفات معتبر. كان سلوكي بصفة عامة متمردا، ولكنه مع ذلك كان يجد له مكانا داخل المؤسسة حتى على مستوى التقييم الإنساني.

استمر في القراءة

هشام البستاني: طافيًا في الهواء، بثلث انثناءٍ في الرُّكبتين | قصة من المجموعة الأخيرة

s-l1600

19th-century print. Source: look-just.top

الجثث مُنتفخةٌ، وسترة النجاةِ ملقاةٌ بين أخرياتٍ كثيراتٍ شبيهاتٍ على الشاطئ، تذكارًا من أولئك الذين غرقوا وأولئك الذين نجوا، تومضُ ألوانها الفسفوريّة أنّهم مرّوا من هنا، ولن يتوقّفوا عن المرور أبدًا. ها هم يأتون من البعيد.

رغم أنهم انتشلوني وأودعوني غرفة معدنيّة في غابةٍ بعيدةٍ عن البحر، إلا أن رؤى الماء ظلّت تدهمني كفيضانٍ فُجائي، مطرٌ ينهمرُ مرّةً واحدةً فأغرقُ في العرق البارد قبل أن أستيقظ هَلِعًا وأهرع لأضع رأسي تحت الحنفيّة فأُحسُّ بالأمان. سأخرجُ.
أفتحُ الباب فأشاهد غرفًا معدنية أخرى متشابهةً ملقاةً بين الأشجار، تمتدُّ من بعضها حبالٌ نُشرت عليها قطعُ الغسيل. “هذه علمُنا الوطنيّ”، فكّرتُ، وأدّيتُ لها التحيّة. لم أؤلّف لها بعدُ نشيدًا مناسبًا لكنّه قطعًا سيجمعُ في كلماته بين الموتِ والرّحيل. سأذهب للتبوّل الآن.

استمر في القراءة

أحمد المنيراوي: كأنه يراه

كان شوقي للشاورما طاغياً على كل شيء. ذلك الذي دفعني للخروجِ من بيتي، تحت غطاء من المطر والنّسمات الباردة. لأجل الشاورما سأتجاوز الاكتظاظ البشري وعربدة سيارات التاكسي متوجّهًا من وسط العاصمة إلى حي العوينة على الفور.
بعد وصولي ومقابلتي لصديقتي التي عادت حديثاً من قطر، توجّهنا لمطعم سّوري يعمل فيه صديقي الحلبي عبدو. طلبتُ من عبدو فرشوحتين على طريقتنا بالمخلل ودبس الرمّان والحمّص والطحينيّة، لأشفي قلب معدتي وأهدّئ من روع شوقي للأكلّ الفلسطينيّ. من هناك وفور انتهائنا انطلقنا أنا وصديقتي كل يبحث عن تاكسي. كانت محظوظة في التقاط واحد في أقلّ من خمس دقائق، في حين استمرّيت في المشي ما يقارب نصف ساعة حتى عثرت على الحاج محمد.

استمر في القراءة

فرات الحطاب: حيطان الرديّف للبيع

أول مرة سمعت عن الرْدَيِّف كانت في شهوري الأولى في تونس، من صديق ينظّم ملتقى أفلام وثائقية هناك. لم أعرف لماذا اختاروا ذلك المكان البعيد. ثم بدأت أسمع قصصًا عن أول ثورة ضد حكم بن علي في ٢٠٠٨. ثورة الحوض المنجمي. نعم، حتى أنا لم أكن أعرف أن ثورة قامت قبل ٢٠١٠. ثورة ومظاهرات وشهداء ومطالب محقة، ونحن لم نعلم عنها شيئًا.
الرديّف واحدة من أكثر المناطق المهمشة في تونس. وهي ثالث أكبر منجم فوسفات في البلاد. ولاية قفصة المهملة أيضًا والتي تتبعها الرديّف تمول من خلال مناجمها ٣٠٪ من الاقتصاد التونسي ولكن لا ينوبها من كل هذا إلا الفتات. البعض يتهم القفصيّة بالجهوية والمناطقية لأنهم يطالبون بجزء من مردود الفوسفات لترميم المنطقة. لكن ما علينا.
ذهبت من أسابيع لأحضر ملتقى الأفلام وأكتشف.
صديقة جميلة أرسلت لي رسالة: أنا من الرديّف ولكنني في باريس الآن. سأرسل رقمك لأهلي، اذهبي عندهم.
بعد دقائق كتبت لي: عرس بنت خالتي سيكون هذا الويكند أيضًا.
وبما أنني  مدمنة أعراس (وما بلقى عزيمة)، كان هذا سببًا إضافًيا للزيارة.

.

استمر في القراءة

No more posts.