محمد هاني: تحليق اضطراري

Coney Island Loop the Loop Roller Coaster Patent Poster. Source: allposters.com

من أين تقلع كوابيسنا؟ لماذا تصلنا؟ وإن صادفتنا في يقظة بعد غفلة، هل هناك رسالة يجب قراءتها؟ أم أنها نبوءة ذاتية التحقق؟
محاولا إجابة سؤال عن ماهية خوفي من المرتفعات، إن كان أثرًا ممتدًا لحادث، أم انعكاسًا لقلق دفين شق طريقه إلى سطح السلوك على هيئة هلع داخلي فصل صاحبه عن كل ما قد يجري حوله لو انتبه لموقفه والمسافة بينه وبين أرض مستقرة فوق هوة عميقة. ظل ترتيب الأحداث مخادعا، وتضاءلت ثقتي في الذاكرة، لكن شيئا واحدا استقر بأحلامي وهو تحديق الهاوية بي، وأحيانا إحكام قبضتها علي وابتلاع جسمي المنهار استسلاما بإحدى شرفتي منزل عائلتي.

استمر في القراءة

محمد حسني عليوة: لا تعرفين عنّي حين أُجنّ

Alex Majoli, Wall in the studio of artist Ellsworth Kelly, 2012. Source: magnumphotos.com

لا تعرفين عنّي حين أُجنّ
حين يصدر عن فمي شخيرُ البحرِ
وأزيزُ الطائراتِ
وعواءُ الطرقِ الوعرة
وانفجاراتُ الشوارعِ بالقنابلِ الموقوتة
وانشقاقُ المتاهاتِ على قاطنيها.
.

استمر في القراءة

حسين فوزي: الأوض الورانية

James de Leon, from “The Invisible Strings”, 2017. Source: thephotographicjournal.com

يُقال إن العالم الذي نعيش فيه لم يُبرمج بالكامل بعد. لذلك يقوم المبرمج الأعظم طوال الوقت بتنزيل التحديثات باستمرار كلما أمكن. 
مثلا حينما تصطدم بالحائط، الطبيعي أن ترتد عنه. لكن حائطًا آخر غير مكتمل الأكواد، تصطدم به فتخترقه، وبعيدا عن الخريطة تضيع في الفراغ.
البعض، مثلي، ينتبه لتلك الحواجز ممكنة الاختراق. كتجنب حائط يبدو أدكن من الحوائط المحيطة به، أو باب تتيقن أنه ما من شيء وراءه، إن فتحتَه تلج بدون شعور مكانا لا يحق لك الوجود فيه.
لكن فاتورة ساذجة، مثلك، تتعامل مع الموضوع بكل براءة، دون دراية بما سينتج عن هذه الفعلة.

استمر في القراءة

أمجد الصبان: مصارع الأحلام

Karishma D’Souza, “Dream creature – What none spoke of”, 2018. Source: artsy.net

كانت الأحلام تكرهه حقًا، تذهب إليه من أجل لقمة العيش فقط.
عندما يجدون اسمه على قائمة الحالمين لهذه الليلة، يرتعدون خوفا> تصلي الأحلام كلها حتى لا تكون من نصيبه. ومن يقع عليه الدور منها  يربتون على ظهره بمحبة ممزوجة بالشفقة. يقول الضحية “لم أر مثل هذا الخراب الذي بداخله، أدخل حلمًا سعيدًا وأخرج ملطخًا بالدم  أو بشيء ممزوج  بالدموع. ادعوا لي أن لا أتحول إلى كابوس”. أو بحذر: “إذا عدتُ قليل الأدب، أرجوكم اشعروا بما مررت به”، يجيبونه بشفقة “لا تقلق”
كان في الثالثة والثلاثين من عمره، عاطلا عن العمل، بدون تجربة عاطفية، لا يفيق من ظلمات الغرفة أو أحيانًا عاملا، يمر بتجربة عاطفية، لا يمكث في غرفته قط.

استمر في القراءة

حيدر صادق: اسم الكاتب مستعار

Untitled, 2021 by Youssef Rakha

عطش
قبل أشهر من الحادثة رأيت في منامي أني أسحب زجاجة العصير من جانب الفراش وأشرب منها ما يسد رمقي وفجأة يتبين لي أن في الزجاجة بول حار، شعرت بالجحيم في حلقي وكدت أتقيأ لكني استيقظت من الكابوس وصحوت من نومي فزعاً لأتحسس زجاجة العصير بجانبي وهي مليئة بسوائلي القذرة. شعرت بالاطمئنان كونها مملوءة، وكون ما حصل في الكابوس لم يتجاوز حدوده إلى الواقع، فعدت إلى نومي عطشان ولكن كان الأهم عندي أن مريئي خال من اليوريا وهذا أمر جيد من شأنه أن يعيدني إلى نومي مطمئنا رغم ظمئي، فالعطش شر أرتضيه لساعات محدودة ما دام الصباح يعد بماء وفير.

استمر في القراءة

علي لطيف: حمرا

Sohrab Hura (schizophrenic mother with her dog), India, 2008. Source: newyorker.com

أنا من أصول يونانية، هذا على الأقل ما قالته لي ماما. ماما لا تعرف من هو والدى. أول مرة قالت لي أنه مات بإحدى المعارك الأهلية قبل ولادتي، ثم تراجعت عن هذه الرواية قبل أسابيع من موتها، وأخبرتني أن والدى هو قطيع ذئاب. أجل، هذا ما قالته. مجنونة، صح؟
في آخر أيامها كانت كذلك. انزلقت في الليمبو. كانت تجلس على الشرفة بشقتنا المطلة على ساحة كوردوزيو لساعات، وتحدق في الناس. تصرخ أحياناً وتشتم المارين والطيور القبيحة، وفي مرات تركض عارية للشارع وراء البوليس صارخةً: سالفامي! سالفامي!
كانت تبدو فزعة كأن الشيطان بلحمه يلاحقها.
لم أستطع الاعتناء بها كما يجب على ابنة العائلة، ولم أملك المال الكافي لاستخدام ممرضة تسهر على رعايتها، كان عليّ أن أعمل طوال الوقت، ثلاثة حصص يومياً، ما عدا السبت. عليكِ أن تفهمِ أنه لم يكن لدي خيار.

استمر في القراءة

كمطرقة: فلاش الفخراني

Chant Avdedissian, “Cities of Egypt/Greetings from Masr”. Source: sothebys.com

العدل
من يجرؤ على اتهام فكرة نبيلة كالعدل؟
لا أحد
لذا
وبخبث تام
نتهم الرومانتيكا
فالعدل في جوهره قضية رومانتيكية.

استمر في القراءة

أحمد الحادقة: كلهم أحد

Bieke Depoorter. EGYPT. Cairo. 2012. From the series

Bieke Depoorter. Cairo. 2012. From the series “In Between”. Source: magnumphotos.com

أن تجلس في هذه البقعة، نعم هي ليست خارج المدينة، لكن أن تجلس فيها وترى السيارات عن بُعد، ليس من أعلى مكعب كملايين المكعبات لكن من أُفُق  السيارات نفسها، إحساس جديد في هذه المدينة. أن تشعر أن نسبة من يراقبونك أقل من المعتاد ولو لفترة وجيزة، إحساس طالما افتقدته في المدينة المخصية هذه: مدينة بلا خصوصية على الإطلاق.

استمر في القراءة

No more posts.