على المجنوني: التنين يتنفس

Neom Project, AFP/Getty Images. Source: theguardian.com

آخر مرة رأيته فيها كانت قبل حوالي عام، في واحدة من نوباته. كان الوقت في رمضان، وكان قد سبقنا هو إلى هناك. لم تختلف المرّةُ عن سابقاتها، ولذلك لم نبقَ أمام البرج طويلا على رغم أنه حاول استبقاءَنا ما استطاع. كنا كلّما نوينا الانصراف وتراجعنا ازداد تمسّكه بنا، وقال متوسلا: اقعدوا. ستجيء هذه المرة. ليس عليكم إلا أن تنتظروا قليلا. قالها بطريقة تُوحي أنّ ما سنراه لو انتظرنا قليلا فقط سيكون مكافأة مُجزية. وزاد بأن استمر في النظر إلى البرج، مصوّبا سبابته تجاه المبنى المضيء، بينما يستجدينا أن نبقى في إخلاصٍ لما ينادي به، إخلاصٍ ربما كان أكثر إقناعا من الشيء المنتظَر نفسه.

استمر في القراءة

وثائق تاركوفسكي: مرتضى كربلائي لو، ترجمة فرزدق الأسدي

Tarkovsky’s “Stalker”, 1979. Source: bfi.org.uk

لو لم يكن تحذير وزارة الطاقة لتفريغ الفيلا كان من المستبعد أن يخطر على بال معصومة وعائلتها أن يدعوا أحداً إلى فيلاهم. الفيلا التي وفقاً لقرار الوزارة يجب أن يتم إخلاؤها قبل نهاية الشهر لم تكن تعد سوى مشروعاً مهدوراً كان من السهل التظاهر بالسخاء بشأنه. بهكذا فيلا كان بإمكان عائلة معصومة أن يتظاهروا بالمضايفة مكتسبين بذلك شعبية لدى القريب والبعيد. وبعد انتقالهم إلى الفيلا الجديدة كان بإمكانهم العودة إلى انطوائيتهم والتعالي على الآخرين.
كلنا كنا خريجي فرع السينما، وتقبلنا دعوة معصومة بحيرة، وبالرحب والسعة طبعا. الفيلا كانت في قعر واد معشوشب نضر، وكما تصفها معصومة كانت أصوات البلابل وهدير النهر تجعل أجواءها في الليالي تجنن.

استمر في القراءة

No more posts.