دينا ربيع: شطفة الجمعة

Facundo Belen, from “Deep Clean”, 2018. Source: artsy.net

كيف أتغنّج باسمك الحلو
وفي حلقي شكمان أتُوبيس هيئة نقل عام
وفي معدتي بلاستك
ومهبلي مصمت بالأسمنت
.
كيف أغريك بهيستيريا فستاني
وعيناك سندوتش مزيّت بصوص العرق بين صهد الأسفلت وهواء ظهر المكيّف الساخن
يا ضيعة مدائن صالح على ركبتيّ!
.

استمر في القراءة

شريف بهلول: بالطو ماما

James McNeill Whistler, Arrangement in Grey and Black No.1 (Whistler’s Mother), 1871. Source: Wikipedia

كأننا على المسرح.
ينفرج ستار الذكرى عن مشهد مضاء بقوة الحنين وحده، يسطع على بؤرته نور كثيف ومركّز، وهّاج ومكتوم معاً، نور كأنه ليس من هذا العالم، وهو كل ما يبقى لنا من العالم حقا، فيما تغيب أركانه في الظلال، أشبه بلوحة لرمبرانت. ضوء الذاكرة المعتم. كيارُسكورو.
كنا في أواخر مارس، وأواخر السبعينات، وقد بدأ اليوم ربيعياً دافئ النسمات، سماوي الزرقة، كما يندر نشهد الربيع في قاهرة أيامنا هذه الشعثاء المترامية المتروكة ـ بما يشبه اليأس ـ لغبارها وأدران قذاها الذي لا يني يتراكم تحت قشرة سماء رمادية كالحة كأنها تتستر على جمرة انطفأت وماتت وبقيت تنفث صهدها الرازح الوخيم. أذّن العصر منذ سويعات، واقترب المغرب، وتوفّزت متحمسا حين قالت لي أن ألبس لأننا سنخرج. سنذهب إلى المحامي، الذي يتولى عن أبي قضية ميراث وأطيان، في مكتبه في تلك المنطقة الجديدة البعيدة صعبة المواصلات المسماة بالمهندسين. ولأن أبي ليس هنا، ليس في مصر كلها، ولأنها ستقابل رجلا غريباً ولو في مكتبه، ولأنها قد تتأخر، قد تعود بعد أن تظلم السماء، فإن عليها أن تصطحب معها رجلها الآخر، الذي هو أنا، ابنها الأكبر، الواقف على عتبة المراهقة، لكنه أطول منها بسنتيمترات قليلة، هل كنت في الثالثة عشرة أم الرابعة عشرة؟ هل كان عيد الأم قد جاء ومضى، أم لم يأت بعد؟ هل يأتي عيد الأم أبدا؟
يضطرب تيار الذكرى ويختلط، أجوس في أطراف المشهد المكتنفة بالظلال فلا ينفذ بصري فيها، كأنها قُدت من مادة مقاومة للنظر. فلعله من عمل الذاكرة أن تستعين بالمخيلة، وأن يتحول كيارسكورو رمبرانت، شيئا فشيئاً، إلى صفاء لوحة من مونيه المتأخر، يسبح في إنارة رائقة ورقراقة، يتشربها كل شيء.

استمر في القراءة

طلاء لدم آخر: ثلاث قصائد لمهاب نصر

Kholoud Abu Hijleh, “Single Man 2”, 2016. Source: artmejo.com

ملك في عرض الطريق
أنا ملك على بقعة من الدم
على حدود من الرماد
ونفثات الصهد الأخيرة
حيث يُقعي خفير مستدفئا
بذراعين مكشوفتين
أنا “السلام عليكم”…
التي يردها بفم يلوك الدخان
والمرّ.

استمر في القراءة

No more posts.