واحد ناقص واحد: قصة كولم تويبين ترجمة محمد هاني

Colm Tóibín by Phoebe Ling. Source: colmtoibin.com

يطلّ القمر من قرب على تكساس. القمر هو أمي. هي مكتملةٌ الليلة، وأكثر سطوعًا من أسطع مصباح نيون؛ هناك تعاريج من الأحمر في لونها العنبري المنبسط. ربما كانت قمر حصاد، قمر كومانتش، لا أعلم. لم أر أبدا قُمْرة بهذا القرب، وحريصة لهذه الدرجة على بريقها العميق. الليلة، ستكون أمي قد توفيت منذ ست سنوات، وأيرلندا على بعد ست ساعات وأنت نائم.
أسير. لا أحد يسير سواي. من الصعب عبور شارع جودالوب؛ تمرق السيارات مسرعة. في متجر الجُملة للسلع الغذائية كلنا مرحب بنا، تسألني الفتاة عند المخرج إن كنت أود الحصول على عضوية المتجر. لو دفعت سبعين دولاراً، عضويتي لن تنقضي كما تقول، وسأحصل على سبعة في المئة خصم على كل المشتريات.
ست سنوات. ست ساعات. سبعون دولاراً. سبعة في المئة. أقول لها إني هنا لبضعة أشهر فقط، تبتسم وتقول مرحبا بك. أبتسم بالمقابل. مازلت أستطيع أن أبتسم. لو اتصلت بك الآن، ستكون الثانية والنصف صباحا؛ على الأرجح ستكون مستيقظا. 

استمر في القراءة

𝐹𝑜𝓊𝓃𝒹 الماء والطين

يا هذا، هذا وصفُ غريبٍ نأى عن وطنٍ بُنِيَ بالماءِ والطين، وبَعُدَ عن أُلاّفٍ له عهدهم الخشونة واللين. فأين أنت عن غريبٍ طالت غربته في وطنه، وقلَّ حظّه ونصيبه من حبيبه وسكنه؟ وأين أنت عن غريب لا سبيل له إلى الأوطان، ولا طاقة به على الاستيطان؟ قد عَلاهُ الشُّحوب وهو في كِنّْ، وغلبه الحُزن حتى صار كأنه شِنّ. إن نَطَقَ نطق حزنان منقطعا، وإن سَكَتَ سكت حيران مرتدعا، وإن قَرُبَ قرب خاضعا، وإن بَعُدَ بعد خاشعا، وإن ظَهَرَ ظهر ذليلا، وإن توارى عليلا، وإن طَلَبَ طلب واليأسُ غالبٌ عليه، وإن أمسَكَ أمسك والبلاءُ قاصدٌ إليه، وإن أصبَحَ أصبح حائل اللون من وساوس الفكر، وإن أمسَى أمسى مُنْتَهَبَ السرِّ من هَواتِكْ السّتْر، وإن قالَ قال هائباً، وإن سكتَ سكت خائباً، قد أكلهُ الخمول، ومَصّهُ الذبول، وحالفه النّحول. لا يتمنى إلاّ على بعض بني جِنسِهِ، حتى يُفْضي إليه بكامِناتِ نفسه، ويتعلّل برؤية طلعته، ويتذكر لمشاهدته قديم لوعته.
— من كتاب الإشارات الإلهية لأبي حيان التوحيدي

922-1023

علي لطيف: الجميع يريد الذهاب إلى الجنة لكن لا أحد يريد أن يموت

Albert King, Fillmore East, NYC, 1968.

Elliott Landy, Albert King, Fillmore East, NYC, 1968. Source: magnumphotos.com

يوم السبت، 15 تشرين الثاني عام 1969 :
أمام مبني الكابيتول، مقر الحكومة الفيدرالية والكونجرس في واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية ، وقف أكثر من 500 ألف أمريكي، أغلبهم من الشباب، يحملون على أعناقهم أسماء جنود أمريكيين ماتوا في فيتنام، أو قرى فيتنامية دُمرت بقنابل السلاح الجوي الأمريكي.
غنى بيت سيغر، طالب علم اجتماع  سابق في هارفارد، هيبي، وموسيقي، أغنية جون لينون “امنح السلام فرصة!” غنوا جميعاً معه لمدة 10 دقائق، وبين كل فقرة وفقرة من الأغنية يسأل سيغر:
“هل تسمع يا نيكسون؟”

.

استمر في القراءة

No more posts.