سلطان محمد: يمينًا أوديب، يسارًا دولوز، وأنت في المنتصف الضيق

Francis Bacon, Oedipus and the Sphinx, 1984. Source: artsy.net

في المشاويرِ الصغيرة
تمضي الحياة
في التافه اليوميِّ
وتأكل نفسك عند كل منعطف
تهرش تحت إبطيك مثل القرد كلما صكّتك خسارة
تمضي الحياة
في الخوف من الفاقة والهجران

استمر في القراءة

سلطان محمد: أريدُ پورنوغرافيا عاليةً

Mike Goldberg, “Porn Star”, 2007. Source: artsy.net

أريدُ پورنوغرافيا عاليةً
بمُنخفضٍ من الجَهْدِ
لا لأنني أشتهي
بل لأنني أتضوَّرُكِ جوعًا
وتعبَانُ وفي بالغ من الإحباط منذ شهر كامل
كبُرَت عليَّ حريرَةُ اللاجدوى

استمر في القراءة

سلطان محمد: أناركية غضة

Muhammad Sobri, the ancient village of Dhu Ain in the Hijaz mountains. Source: Wikipedia

هَل أنتَ ابنُ
آوى يا ظلي؟
أي مخاتلةٍ، إذن
وأي مداورة مني إلى جهتي القاحلة
صرتُ أشكُّ في الفرديِّ
شكَّيَ الراسخَ في الجمعيِّ؛
لولا هذي البلادُ الصحراويَّةُ
بالناقة والضب واليربوع
لكنتُ منتجًا طينيًا أفضلَ

استمر في القراءة

آدم: ضرس

Ian Ingramو Castle of the Tooth Fairy, 2017. Source: artsy.net

سبع عجائز يشربن الشاي ويقرضن الفصفص ويتفلنه نحو أبعد مسافة، لعبتهن المعتادة كل ليلة. صوت تشويش يأتي من راديو بعيد يبث أغنية بحرية لإحدى الفرق الشعبية المنقرضة. القمر نازل مضيء بقوة، يكاد يجلس معنا ويشرب الشاي. نجلس في المزرعة قرب البيت الطيني ذي الإضاءة الخافتة، الخارجة من الفوانيس المعلقة في كل مكان، نهيق حمار وأصوات أبقار في الحظيرة وحمحمة حصان في الإسطبل. أنا الذكر الوحيد، ابن أمي المستندة على الشجرة ورأسي في حضنها، بلغتُ الثالثة عشرة قبل عدة أيام. ذكرت إحدى العجائز المرتعشات حكايتي وهي تضحك مبديةً أسنانها المنخورة. تقول إنّها تتذكر أنّني – في الفترة التي راحت تحُكّني فيها لثتي وقد أوشكت أسناني على الخروج – عضضتُ ساق أمي، ثم عضضتُ مؤخرة الكلب الدمية وبكيت كثيرًا لأنه لم يتألم أو يهوهو مثل الكلاب في التلفاز.

استمر في القراءة

أحمد ناجي: أختي

Isabela Castelan, Karma, 2016. Source: lauraiartgallery.com

١
لم أسمع نداءه لأن السماعات  في أذني. لم أشعر به إلا وباب الغرفة يفتح بعنف، يقتحم حجراتنا مثلما يداهم الأوكار في مهام عمله. 
وقف في فرجة الباب يرتدي بنطالا قطنيا أبيض، وفوقه فانلة داخلية حملات ابتلت في أجزاء منها بعرقه، وشعر صدره الغزير – أحمد الله لم أرثه منه – يطل من الفانلة.
نزعت السماعات من أذني، متوقعاً فاصل من الشتيمة المعتادة، ودون انتظار ما سيرمينى به قلت ملتجلجاً “بتنده عليا، سهران بذاكر مسمعتش.”
عكس توقعي، أتى صوته هادئاً، وجهه خال من الانفعال “البس هدومك، احنا رايحين لأختك” ثم انصرف من الحجرة دون شرح أو تفصيل.
أنا أصلاً لا أعرف لم هو في المنزل هذا المساء؟
نظرت للساعة في الموبايل، الواحدة والنصف بعد منتصف الليل. ماذا نفعل عند أختي في هذا الوقت؟

استمر في القراءة

المينا منَّوِر جاد: طريق الخوف

Ivan Lam Wai Hoe, I have loved you too fondly to be fearful of the night, 2012-2013. Source: artsy.net

كان عليّ أن أكون أكثر حذرًا
وأنا أفكر في شيء آخر
عدا قضيبه المغروس في فمي
كان رفُّ الحلويات أمامي
ولوهلة، فقدت تركيزي
حين أردت اختيار حلوى واحدة
قذف في فمي

استمر في القراءة

ياسر عبد اللطيف: شهوة الملاك

Hesham Elsherif, from “The Way to Hell”. Source: arabdocphotography.org

في حضرة المشنقة، فوق الطبلية، وردًا على السؤال التقليدي، قال للجلادين ورجال القانون إن رغبته الأخيرة هي أن يغتسل حتى لا يقابل ربّه نجسًا. كان إسهال مائي قد أصابه في الطريق من الزنزانة حتى موضع حتفه. لم يستطع التحكم فيه وهم يجرونه جرّا، كما انفتح صنبور بوله من الناحية الأخرى فوصل وقد ابتل بنطاله الأحمر تماما وتلوث بنفاياته حتى فاحت روائحها بقوة في الهواء الثقيل لغرفة الإعدام. قوبِل طلبه بالصمت التام من قِبل مأمور السجن والقاضي وكبير الأطباء. لو أخذوه للاستحمام فذاك يعني الفترة الزمنية التي يستغرقها مشوار آخر حتى حمامات عنابر الحبس، ثم فترة الاغتسال نفسها، ثم العودة من هناك مرة أخرى؛ وذلك بالتأكيد إهدار كبير للوقت الحكومي، ولوقت الباشوات الكبار الذين جاءوا لاستكمال إجراءات تنفيذ الحكم. أدرك الجلادون مغزى صمت الكبار، فسيق إلى موضعه فوق مركز الطبلية دون تلبية الطلب، وأُحكمت الأنشوطة حول عنقه، وألبسوا رأسه الكيس القماشي الأسود.

استمر في القراءة

علي المجنوني: اسم كامل ليس شائعا

Alex Majoli, Riyadh, 2002. Source: magnumphotos.com

ذاك بيتي. قال السائق وهو يشير إلى منزلٍ على يسارهما ظاهرُه مكسوٌّ بحجر الرياض الكريمي والأبيض. السور العالي، الحجري أيضاً، تحيط به شجيرات محفوفات بعناية شديدة حتى أنها بدت على هيئة مكعبات خضراء معلّقة في الفراغ. سارا بعد ذلك بالسيارة قرابة ٣ كيلومترات. لم يسأل الراكب، لكن السائق قال وكأنه أحسّ تذمراً: إصلاحات مشروع تصريف مياه السيول. له سبعة شهور.
بالطبع لم يكن الراكب متذمراً، ولم يكن يجهل النزعة الفطرية للالتفاف على حواجز أسمنتية وأخرى بلاستيكية وأقماع فوسفورية. إن كان شعر بشيء وقتها فهو امتعاضه من اعتقاد السائق بعجزه عن فهم رموز المدينة التي لم يتخلّ عنها إلا قريباً. في الطريق كان السائق قد سأله وهو ينهي مكالمة هاتفية لزوجته: إنت ليه ما تأخذ لك جوال؟

استمر في القراءة

يوسف رخا: مثلي مثلك

med_jacob-aue-sobol-from-tokyo-series-2008_-courtesy-rtr-gallery_paris_2-jpg

Jacob Aue Sobol, from the project “I, Tokyo”. Source: http://louiegy1.blogspot.com/

لا تكاد تنتهي من رواية «الآخرون» (الساقي 2006)،تأليف شابة سعودية من منطقة القطيف الشيعية تنشر باسم صبا الحِرز ، حتى يعتريك نفور شديد من الخليج والخلايجة. نفور يربو على التقزز، ليس من مشاهد الجنس المثلي التي تخرجها الكاتبة بحساسية سينمائية (تحمل معها رقابتها الخاصة الموجهة)، ولكن من ضعف اعتراضها على مجتمع «ذكوري» من التناقض والغباء بحيث يصعب تصور العيش على هامشه، دعك من التماهي مع متنه كما في هذه الحالة، دون رغبة ولو طارئة في الهجرة أو الانتحار.
الرغبة التي لا تعبر عنها مطلقاً، ولا تدعك تشك لحظة في أنها – هي، هذه الشيطانة الصغيرة -الابنة البارة لهؤلاء الناس، وهذه الحياة.
ليست المسألة أخلاقية، أو هي أخلاقية بالمعنى الأعمق. والمقصود أن الكتابة الإيروسية، بما في ذلك ما يعرض للعلاقات المثلية (روايات جان جينيه، مثلاً) لم يسبق أن أصابتك بشعور مماثل؛ إن كانت ذائقتك تقدر المغامرة والتجاوز – في الحقيقة – لعل كتابة من هذا النوع، أكثر من غيرها، تستثير فيك نوازع الفرح والاحتفال.

استمر في القراءة

No more posts.