مي المغربي: نصوص للذين نبتت في أدمغتهم أرجل

Image by Mai El Maghraby, courtesy of El Mai Maghraby

 

قبل أذان العصر أكتشف أنني انتهيت من التهام نفسي. عندما أقول لا شيء قادر على تدميري فأنا أعنيها، لم يتبق شيء. كل يوم آكلني.

أود خلع كتفي الأيمن
يوميا أتمنى ذلك
أن أمشي بدون كتف
بدون جانب أيمن
خمس أصابع تكفي
لحمل كوب قهوة
للصفع
لإشعال سيجارة
أو نبش ماضي أحدهم
ربما ينجيني من سلامات
من أحضان لا يبررها إلا التلامس
ربما يخافون مني
من يريد الاقتراب من امرأة بلا كتف؟
لا أحد يحب أن يلقي التحية على يد يسرى

استمر في القراءة

قبل ميتا زوكربرج، كان جادو الفخراني

عائلة جادو: مقطع من الفصل الأخير بمناسبة الأخبار

“Mark Zuckerberg trying on Mark Zuckerberg outfits”, Facebook Reality Labs. Source: nymag.com

١
في بستان الجحيم، لم ينسوا الخضرة. أتعثر في قمامة الفائض، طعام ملقى كتلال صغيرة، زجاجات خمر بلا حساب، مخدرات، وواقيات ذكرية ملوثة بالمني بلا عدد.
لم احتاج العالم عبيدا إلا لأن الأطباق الملوثة ببقايا الطعام تتكاثر بلا نهاية؟ لم يحتاج المرء عبيدا إلا لاعتماده على شخص يمسح خراءه من تحت مؤخرته؟ من يقطع الأشجار؟ يقيم السكك الحديدية، يستخرج الذهب، كي يحمل الرجل الأبيض عبء تكديس السعادة والأفكار النبيلة الوحشية؟
ذكور، ذكور، ذكور. بستان جاف كقطعة حصى. بعضهم عراة أو نصف عراة، لا شيء في مكانه. يقول ناجي: قربان استمرار الذكورة، لا يتم إلا باستبعاد الأنوثة. سألته: وقضيب الثور؟ قال: “طُعم جيد للمحاربات”
هنا حفل استجمام للسادة، نخبة النخبة، سادة العالم، والمتحكمين فيه. مخططي الجحيم، الجنس المختار، سلالة العماليق. معسكر كشافة كبير بطقوس عربدة جماعية، يلعبون ألعاب حظ وذكاء وهم يتسامرون حول أحدث الأنظمة العسكرية وعن بهاء القنبلة والمحو وجمال السرعة والخطر، يلعبون المونوبولي وهم يرسمون خريطة اقتصادية وسياسية جديدة، أي طفولة! في دور دومينو قد يتحدد مصير شخص أو ألف أو مليار، من يهلك ومن يبقى. كآلهة، رأيتهم يسمون أنفسهم بأسماء آلهة البرق، الرعد، الحكمة، الشهوة، الحب، الثروة، الحظ، الذكاء، العلم، القوة، الجمال، النار، الريح، الحرب، الفنون، القمر، الشمس، السفر، التجارة، الخبز، الهواء، الماء، الأنفس، الظلال، الأرواح، البصر، الشم، اللمس، التذوق، الخيال. لم يتركوا شيئا دون احتكاره.

استمر في القراءة

محمد حسني عليوة: اخلعي ملابسكِ لقاتلٍ محترف، وامنحيه روحَكِ زهرة

Tina_Modotti_-_Edward_Weston

Tina Modotti by Edward Weston, 1921. Source: Wikipedia

يا حلوتي…
تصوّري حاملَ البندقيةِ
يقصّ العشبَ من بين فخذيك
يقيم بفرسخينِ من شَعركِ المجدولِ
مُدنًا للمبيتِ بصبغةِ الدفء
ونكهةِ السمكِ المقلي.

استمر في القراءة

نصبٌ للذّكورة: أميلي نوثومب ترجمة محمّد آيت حنّا

Baroness Fabienne-Claire Nothomb (Amelie Nothomb) by Marianne Rosenstiehl. Source: rusoch.fr

اِبتدأ شهر مايو على نحوٍ حسن.
حوْل البركة الخضراء الصّغيرة أزهرت شجيرات الأزاليه، ومثل شرارةٍ أضرمت النّارَ في البارود، انتقلت العدوى إلى الجبل بأكمله. صرت أسبح وسط الزهور المتوهّجة.
لم تكن الحرارة تتجاوز العشرين درجةً: إنّها جنةُ عدن. كنت على وشك الإيمان بأن مايو شهرٌ مميّزٌ، وإذا بالفضيحة تنفجر: نصَب الوالدان في الحديقة صاريةً ترفرف أعلاها، مثل رايةٍ، سمكةٌ ورقيةٌ حمراء تصطفق في الرّيح.
استفسرت عن أمرها. أخبروني أنها سمكة شبّوط وُضعت تكريما لشهر مايو، شهر الأولاد. قلت لهم إنّي لا أرى علاقة بين الأمرين. أخبروني أنّ الشبّوط هو رمز الذكور، وأنّهم ينصبون هذا النّوع من التماثيل السّمكيّة في المنازل التي تضمّ أطفالاً ذكوراً.
– وأيُّ الشّهور هو شهر البنات؟
– لا وجود لشهر بنات.
فقدت القدرة على النّطق. أيّ ظلم صاعقٍ هذا؟
نظر إليّ أخي وهوجو نظرةَ استهزاء.
أضفت متسائلةً:
– لمَ سمكة شبّوط للأولاد؟
انصرفت خائبة الأمل، مقتنعةً أنّ سؤالي كان وجيها.

استمر في القراءة

No more posts.