سلمى الداني: شاهد رقيق

Moises Saman, Japan, 2017. Source: magnumphotos.com

تجلس على أريكة مخملية متأملة حوضًا صغيرًا من السيراميك ذا زخارف يبدو أنها أندلسية، لا تستطيع تمييز جميع ألوان زخارفه بسبب رغوة الصابون، تأخذ رشفة من الشاي الذي مدته لها أخصائية المساج، وكعادتها تتساءل بينها وبين نفسها وهي لا تنتظر إجابة ما: هل هو بطعم البابونج مع العسل؟ فترتشف رشفة أخرى، ثم تنتبه أن روبها يبدو مرتخيًا حتى بدا صدرها؛ لكنها لا تبالي. تمد قدميها بحذر وهي تدخلهما في الحوض، وتُرجع ظهرها باسترخاء على الأريكة راجية أن ستستطيع النوم بشكل عمي بعد هذا المساج.   
تخرج قدميها من الحوض، وتخلع الروب الحريري عن جسدها، تتردد في خلع القلادة الفضية فتتركها مكانها؛ وتتبع تعليمات المدلكة بأن تنام على بطنها، وتضع وجهها داخل فتحة مجوفة في طرف السرير. الإضاءة الخافتة؛ ورائحة الشموع العطرية؛ والموسيقى الخلفية الداعية للاسترخاء؛ تزيد من حدة توترها، لم تستغرب هذا التوتر فهي تدرك أن ردود فعلها المغايرة أمر طبيعي. لا تهتم بما تشعر به في تلك اللحظة

استمر في القراءة

سلمى الداني: غرفة خاصة

Jacob Aue Sobol, Tokyo, 2007. Source: magnumphotos.com

المياه الدافئة تندفع نحوي بقوة، عندها تداهمني لذة العناد الطفولي، أفرك جسدي العاري بصابونة معتقة برائحة اللافندر كنت قد ابتعتها من أحد أزقة برشلونة الضيقة. أستغرق في لحظتي كأنني عارية تحت المطر، أستدعي أغاني من ذاكرتي. أشعر أن الماء والغناء مزيج باهر، لكن لذتي بالمياه الدافئة وبفرك جسدي يقطعها خوف من أن يباغتني أحد ما، ألتفت بتوجس باتجاه الباب ومع هذا التوجس بودي أن يتحقق خوفي حتى يكسره وربما أشعر بالاعتياد. لكن لا شيء يتحقق، أصبح ضجرة أستعجل الوقت فألف جسدي المنهك بفوطة بيضاء، أنعم برائحة اللافندر والمياه الدافئة لكن سؤالا باهتا يحضر ويحتل تفكيري: ما الذي يمنعهم من بناء حمامات معزولة؟ ما الفائدة من هذه الحمامات المشتركة؟
عندما قلت تلك الملاحظة للمدربة الرياضية أجابت بشيء من الاعتيادية وهي تنظر لشعري الأسود وعيني: أظن أن أصل الحمامات النسائية المشتركة من الشرق، ستعتادين على المكان، وستشعرين أنها غرفتك الخاصة، وهي تزين وجهها بابتسامة متعجبة.

استمر في القراءة

No more posts.