نيللي جرجس: الربيع

Edvard Munch, “Puberty”, 1902. Source: artsy.net

كان الربيع الوليد يعلن عن نفسه شيئاً فشيئاً
حتى أصبحت خطواته أكثر ثباتاً
وأصداء الثورة التي ينبئ بهاأوضح
لم يبق لي من حجج لعدم الكشف عن جسدي
أفحص نتائج التنظيف السريع فأكتشف دماً مخثّراً على ساقي اليسرى
تُرى! أي خاطر سيخطر في بال من يراه؟
بقعة صغيرة من الأحمر القاني تلوث حائطاً عسلياً
عنقود عنب وسط حقلٍ من سنابل القمح الجاف
نقطة خمرٍ تجفّ على السطح البارد لطاولة المذبح الرخامية
أسمع صوت الكاهن يصلي هامساً أمام القربان
يلوّح بيديه ضاغطاً الهواء فوق الكأس المذهبة
يقبّل الخبز
ثم ينظر نحوي و هو يكسره
هاهي دينونتك
أنظر إليه باكية: أيلقي الرب بي خارجاً لأني ألبس شورتْ؟
فيجيبني بلطف: فقط لو فعلتِ ذلك بدافع أن ينظر إليك ذلك الرجل
أتوقف عن البكاء وأنظر نحوه بقسوة: إذن سيلقيني الرب خارجاً؟

جرحٌ صغيرٌ في ساق
سيلحظه رجل، فتتعمق جراح المسيح
ساق تشتاق لرؤية الشمس ولفحة الهواء
قد لا يعيرها الرجل أي انتباه
لكن الملاك سيأخذ لها صورة ليثبتها مع استمارة الخطيئة
سأحاول مقايضة الملاك
سأحاججه بأن عيني أجمل من ساقي
وهما تتكشفان أمام العالم، تعشقانه
شفتاي أيضاً أجمل من ساقي
وهما تتكشفان أمام العالم، تزدريانه
وإن لم يقتنع سأسأله: هل جربت التقبيل؟