سلطان محمد: يمينًا أوديب، يسارًا دولوز، وأنت في المنتصف الضيق

Francis Bacon, Oedipus and the Sphinx, 1984. Source: artsy.net

في المشاويرِ الصغيرة
تمضي الحياة
في التافه اليوميِّ
وتأكل نفسك عند كل منعطف
تهرش تحت إبطيك مثل القرد كلما صكّتك خسارة
تمضي الحياة
في الخوف من الفاقة والهجران
وكنت تريد الطريق الطويلة حيث قلت في بدايتها
إن لك نفَسًا كبيرًا مثل أنفاس الرياح
واكتشفت في الربع الأول من الطريق
أنه بالكاد مثل ريح البطن؛
كل متاعك سياطٌ مملحّة لذاتك
ودماؤك اسودت في جنوبك فرط ما تخثّرت
يقولون لفتة في البحر تغني عن فنار
وتقول لم تعد اللفتة تكفيني 
أريد النظر الطويل إليَّ
يحميني من عيون الليل
والذئاب التي تحاكم كلَّ نأمة وإشارة
ثمة يدٌ جوّانيةٌ فيك مقطوعة تتحرك مثل الزواحف
بأصابع ناشفة، بأظافر مثل أظافر جيل دولوز، طبيبك
النفسي أفادك بأنها الجذمور الذي سيأخذك إلى راحتك
في حال تعلمت الصبر والتصالح مع عيوبك المطبعية
والناسِ الذين ينقلبون أفاعي كالعشيقات
مع عشاقهن كلما لُدِغنَ من الرغبة؛
وفكرت في صمتٍ أنك لم تطلب أكثر من جذور قليلة وصحيّة
فأوتيت جذمورًا ناشفًا،
هذا الصمت ظنه طبيبك شفاءً فطالبك بالمبالغ المتبقية عليك؛
تجوع من هذا وغيره وتحاول أن تأكل غير نفسك
لكن الحياة لحم مرٌّ
وقلبك نباتيّ!