
Patrick Pietropoli, “Android 2021”. Source: artsy.net
يوم نتيجة التنسيق، دخل الطالب محمد أحمد والشهير على فيسبوك بـ محمد الجامد جدا، على أهله وقال: أنا اتخصصت ميكاترونكس، هصمم روبوتات وهقضي بقية حياتي مع المكن وحاجات زي كدا. مبتهجي الأسارير، ترك والديه، ثم عاد لغرفته حيث دفن نفسه في مضجعه وبكى ترمًا كاملا. سخر بعدها من الأمر. عندما يسأله أصدقاؤه أين كان طوال المدة الماضية، معتمدًا على عدم قابلية الموضوع للتصديق وسخافته سيرد: كنت بعيط في أوضتي.
الآن في سنته الأخيرة بالكلية، متأخرا عن دفعته بستة أشهر، كان يعمل على مشروع تخرجه.
يتكون المشروع من ماكيت معماري استعاره من صديق له، حذف منه تفاصيلَ كثيرة لينتهي إلى حجرتين. الحجرة الأولى خاصة بالنموذج ذكر وتتشكل من سرير ومصلى، والحجرة الثانية الخاصة بالنموذج أنثى ١، وفي ضيافتها نموذج أنثى ٢، خالية سوى من كنبة وطاولة عليها موبايل لعبة وشنيور مصغر. زرع الجامد البيانات في كل شخصية من الثلاثة عن طريق لوح إلكتروني أزرق يحتوي على شريحة متصلة بكمبيوتر برمج منه المعلومات التي من خلالها تدور أحداث القصة.
شاشة العرض عبارة عن أوسليسكوب مثبت على حامل، حول فيه الإشارات والأمواج لحروف، واتصلت الحروف لتكون كلمات من لون أخضر كئيب على خلفية ميتة، شكَّل من خلالها السرد المصاحب لحركة النماذج، تمامًا مثل فيلم صامت.
اشتغلت شاشة السرد:
صار النوم عملا شاقا بالنسبة لذكر منذ أن حُمِّلت صورة أنثى ١ في ذاكرته. يتقلب على سريره ظهرًا وبطنًا دون جدوى، وإن نام، تأتي له في أحلامه الافتراضية لتخبره أنها افتقدته، يقترب منها ليلمسها فيستيقظ حاضنًا الهواء. ظل على ذات الحال لعدة أشهر.
بالإضافة للبطء، قيده ناقل حركته البدائي بالسير في اتجاهين فقط، للأمام وللوراء. الأمر الذي دفعه لمزيد من التفكير ورسم السيناريوهات معتمدًا على الشيئين اللذين لا يعرف سواهما عنها: شكلها واسمها.
ثلاث مرات أسبوعيًا، كان يعتلي سريره المستند إلى أربعة أعواد ثقاب، ويضرب لحمته التي كانت أسطوانة من المطاط الأسود معزولة عن باقي موصلات جسده، مستحضرًا كل الصور عدا صورتها. بعد كل مرة كان يشعر بالذنب من عادته التي تهز عرش الكائن. تخيله غاضبًا جدا منه، فيعقابه دنيويًّا بقطع المزيد من الطرق التي تفصله عن حبيبة قلبه. لذلك كان يضع رأسه النحاسي المربع على المصلي ويبتهل: معلش بقى، عديهالي المرة دي.
في الحزن الثقيل المخيم عليه، واسى نفسه باحتمال أن تكون تعرف عنه بنفس المقدار. شاركتْه الغم، احتاجته ولم يكن بالجوار. لا بديل يشغلهما وهو ما حال عن انفلات كل الذكريات الوهمية والصور من بين أصابعهما.
لتتحرك القصة للأمام، كوَّد المبرمج عنوان أنثى ١ وتاريخ عيد ميلادها في عقل ذكر. كانت مساحة التخزين ممتلئة، فحذف من ذاكرته الشهوة.
قرر وقد نزل عليه الوحي بتاريخ ميلادها وعنوانها، إرسال هدية لها. لكنه لا يعرف اهتماماتها. ففكر: ربما يُستحسن أن يكون هو بذاته الهدية.
سيضع نفسه بداخل صندوق سيهيِّئ بداخله فرص البقاء لعدة أيام، يختمه بعلامة ‘‘قابل للكسر’’، ثم يُشحَن من فيديكس إلى باب منزلها.
تخيَّلَ نظرات الاندهاش والفرح على شاشة وجهها عندما تراه خارجًا من الشحنة. ستخبره أنها انتظرته كثيرا، ستحضنه. سيقضيان فترة قصيرة للتفاهم والتعارف وخلق الأراضي المشتركة، سيقرران الزواج، سينجبان نماذج مصغرة أخرى.
حياتهما ستكون جنة من التروس والصواميل والعجلات المسننة، كلها معلقة على حوامل أو قضبان. في عالم ضخم مساحته خمسة أمتار مربعة، سيُزَلِّق شفتيهما الجلسرين، مع كل قبلة سيتشاركانها. لماذا لم تأتِ له الفكرة أبكر من ذلك؟
بعد وحشتيني، كتب الطالب محمد الجامد جدًّا لصاحبته على تطبيق المراسلات الأخضر، يطلب منها إرسال مقطع صوتي مدته خمس ثوانٍ لضحكتها، يريده للمشروع. حاول استباقيا تجنب العتاب واستدرك: وآسف على إني مقصَّر شوية الفترة اللي فاتت، مضغوط أوي في البروجيكت بتاعي الفترة دي. بالمناسبة أنا مستوحي حاجات في شخصية البنت منك. على الجانب الآخر من الشاشة قفزت مرحة بمجرد أن عرفتْ وصرخت: ياي! أرسلت له أكثر من ضحكة لها ليختار الأنسب.
عوضها عن مدة الغياب بعد إتمام تسليم المشروع، تقابلا في الزمالك حيث ظلا سويا لنصف يوم، متجولين بلا هدف متنقلين بين مقاهي شارع البرازيل كلما ملَّا، هي تشاركه كل المستجدات والقراءات والطرائف التي فاتته في حياتها، وهو يدخن بلا انقطاع ويعقب. لم يكن ذلك جليا على وجهه، الذي وسمته بـ وش الروبوت، ولكنه كان مبسوطًا ولم يرد لليوم أن ينتهي.
بعدها بأسبوعين ستتركه وتستبدله بمخرج إعلانات له ستة أفلام قصيرة فازت بجوائز عدة في مهرجانات أفريقية متفاوتة الأهمية.
أنثى ١ كانت في منتصف حديثها مع مخزن أسرارها أنثى ٢ عن صاحبها الذي زادت غرابته عن الحد مؤخرا.
قالت: بصي، الموضوع بدأ بعد حادثة أبيه. غاب مدة طويلة حتى أنهم تتبعوا أثره عن طريق تطبيق Find My I Phone، إلى أن وجدوا جثته مرمية في بيت ناءٍ وبعيد تحيط به الرمال من كل ناحية. كان يعمل على اختراع جديد للتنقل بين الأكوان الموازية، لكن حكومة الدولة المعادية وجدته وقتلته. هكذا حكى لي.
ردتْ ٢: قريت حاجة شبه دي من مدة على اليوم السابع.
استأنفتْ ١: مزاجه بعدها أصبح سيئا جدًّا. وعندما لا يتشاجر معي يشاركني فتيشاته التي وصَّلتْني لمرحلة العجز عن مجاراتها خلاص.
امتدت ذراعها للطاولة. أمسكت بيدها، عن طريق وحدة التحكم، هاتفا ورديا ماركة باربي. أعطته لأنثى ٢. الموبايل اللعبة كان مصمَتًا، ولكنها كانت مُصمَّمة لأن ترى محادثة على سنابشات يطلب فيها منها أن تتنكر على هيئة إحدى شخصياته الكارتونية المفضلة. تألَّف الكوزبلاي من: طوق على شكل أذني قطة – فستان مدرسي – جوارب خضراء – أحمر كثيف على الخدود. لم تستطع تصفح أي صور مرسلة منه أو منها بسبب استنفاذ عدد مرات إعادة الرؤية.
قالت: حاجات مشابهة كانت تخيفني منه، خصوصا أن طلباته كانت تزداد إرعابًا مع الوقت، إما أنه عدواني جدًّا أو هورني جدًّا. إلى أن أرسل لي بعد انقطاع طويل أن مخه لم يعد غير متناغم إطلاقًا، فسألني: تعرفي مكان كويس لدوزنة الأدمغة؟ فنصحته بالذهاب لمتخصص. وفي الورشة، على حسب ما عرَّفني، أخبروه بأنه سيتعين عليهم إعادة تشكيل الرأس برمته.
معالجها القديم لم يستطع مواكبة كل تلك المعلومات وترجمتها، فتعطلت ذاكرتها بضعة ثوانٍ قبل أن تستكمل.
قالت: اختفى، ثم أرسل لي يطمئني باستعادة رأسه من جديد، يشعر أنه بقي أفضل. لكن شعوري على النقيض. ردوده غير مرتبة، وجهه الجديد رخيص بلا شاشة تعكس مشاعره، يرسل لي سيلفي فأرى مكعبا نحاسيا لا يدل على أي تعبير. نسى الكثير مما بيننا ولم يعد يزورني، إمبارح بعتله أقوله إن بابي عنده مؤتمر وهيغيب أسبوع وإنه ممكن يجي نقضي يوما سويًّا واعتذر بسبب تراكم المذاكرة عليه.
انحرف وجهها بزاوية حادة للأمام وارتفعت يداها لتغطيه وقالت: حطي نفسك مكاني. فجأة غدوتُ أفتقد طلباته الويرد عند السكستنج. لم يعد يتكلم، وإن رد على رسائلي تكون رسمية وباردة، هذا وإن لم يتجاهلني قارئًا الرسالة من الخارج دون إجابة. وأنا مش مستحملة فكرة إني لسة هدور على حد مناسب تاني. لم يتمنَّ لي عيدَ ميلادٍ سعيد حتى، أنا بجد تعبت.
تقتحم يد المبرمج باب الحجرة قابضة على الصندوق، تفلته وتخرج.
سارت أنثى ١ نحو الشحنة تتبعها أنثى ٢. على البطاقة كُتِبَ: هدية حبنا. جذلت وضحكتْ ضحكتها المستعارة، ظنت الإرسالية من حبيبها مقطوع الرأس. إن كانت إمكانيات مفصلات ساقيها أفضل كانت لتقفز. قالت: دا افتكرني وبعتلي هدية، قد إيه أنا كنت عبيطة. يا ترى جابلي إيه؟
مرتجفًا من الإثارة، كان نموذج ذكر بالداخل. أحسَّ بدرجة حرارة هيكله ترتفع، فعَلَتْ أصوات مراوح التبريد، بينما كان الحوار بالخارج يأتيه مكتوما ومشوشا. بالعافية تمكنَا من فك اللاصق المحكم في المربع العلوي من الصندوق، ليكتشفوا بعدها أنه مسمر من كل جهة.
استفسرتْ أنثى ٢: عندك مقص هنا؟
ردتْ: تؤتؤ، مافيش غير مقص الخياطة بتاع مامي ودا تِلِم مش هيعمل حاجة. استني.
أتتْ بالشنيور المصغر من على الطاولة: بابي ساب دا هنا، أعتقد إنه هينفع.
بينما الحماس كاد أن يفجر ذكر، غرزتْ أنثى ١ الشفرة عبر منتصف الشحنة، مقتحمة الورق المقوى، والوسادات المطاطية التي تمدد عليها طوال رحلة التوصيل، عابرةً رأسه انتهاءً بكيانه المعدني.
صرختْ، مشيرةً إليه: مين دا؟
على أرض الماكيت المصنوع من البلاستيك الأبيض، انسال دم من عصير التوت البري يعود لمطاردها العاشق الميت وعلى صفحة وجهه المشطور لنصفين ابتسامة، بين السلوك المفصولة عن جثته، هكذا: 🙂
لفقر خياله ونفسه القصير، عجز الجامد عن إيجاد نهاية ملائمة لتلك النكتة، بحث في أرشيف تجاربه المعدودة، وحسه الفكاهي الذي خانه تلك المرة، عن تعقيدات وتفاصيل أكثر ليثري بها الحدوتة، دون محصلة. فقرر في استسلام يائس وملول أن ينهي الحكاية هنا. وفجأة تنقطع شاشة السرد للأسود.
غطى المشروع بحافظ زجاجي، سلمه وناقشه. ظهرت النتيجة بعدها بفترة قصيرة، وتخرج بتقدير عام جيد مرتفع. حُفِظ الماكيت بمُشتمَلاتِه في متحف مشاريع التخرج بجامعة السلوم والزيارة مفتوحة لمن يريد.
في راحته، كان يرتب المراجع العلمية والأوراق المهملة في مكتبته وينفض عنها التراب بعد أن امتلأت غرفته بحشرات السمك الفضي، عندما أتى له إشعار من صاحبته تخبره أنها تريد التحدث معه إن كان فارغًا الآن. أرسل: حصل إيه؟
ردت عليه برسائل صوتية متتابعة: من شهرين اتعرفت على حد عن طريق صحابي، أعتقد إنك هتعرفه لأنه اتضح أن بينكما الكثير من المعارف المشتركة، يعمل هو في وكالة طارق نور للدعاية والإعلان، وجاذبيته بصراحة هزمتني. حدثت الواقعة أثناء اختفائك بسبب انهماكك في المشروع وامتحانات موادك المؤجلة. لم يقع بيننا أي شيء فيزيكلي، مجرد خروجات.
انقطع الريكورد ثم أكملتْ: حاولت إعطاءك فرصة بخروجتنا الأخيرة في الزمالك من أسبوعين، لكن مشاعري لك انطفأت بالكامل، وكل اللي جاي هيكون حرق جاز على الفاضي وذنب ثقيل على قلبي بخيانتي لك بمشاعري بما إنك عبيط وعمرك ما هتخمن. من كام يوم اعترفنا بحبنا لبعض وعزمني على بانوراما الفيلم الأوروبي. طوال المدة اللي فاتت ماكنتش قادرة غير إني أضعكما في مقارنة، لأنك فعلًا مش عارف تتخطى فكرة إنك ماعدش عندك ١٦ سنة وإن ماحدش مهتم بنكتك الإيدچي على فيسبوك. في الأول كنت تعبر دومًا عن اشمئزازك من المهندسين. في حين حكاياتك دلوقت كلها عن الآلات وعن خناقاتك مع الدكاترة والمعيدين. أنت حتى بقى عندك ٢٣ سنة ولسة ماطلعتش رخصة سواقة.
كان الموبايل يرتعش في يده عندما كتب: وهو عنده رخصة؟
ردت عليه في تسجيل آخر، بصوت منفعل وحاد: آه، وغير كدا بيعرف يجمع كلمتين على بعض ومابيفضلش يعتذر كل ست دقائق عن قد إيه هو خجول ومش لاقي حاجة يقولها. كما أنه لديه حساب على ليتربوكسد. أنت بقى متى كان آخر كتاب قرأته باستثناء كتب الكلية؟ متى كانت آخر مرة ناقشتني فيها في فيلم؟ متى كانت آخر مرة فتحت فيها مدونتي لتقرأ فيها ما أكتب دون تريقة على مستوى عربيتي الفصحى؟ ساعات أفكر فيك كحالة ميئوس منها. مافيش حاجة مهمة بالنسبة لك غير ما يتعلق بك فقط، وكل ما بخارج محيط ذاتك تافه. أنت مش محتاج حب، أنت محتاج أم. خوفك الدايم من هجر الناس لك وكل الإنسكيوريتيز اللي عندك وبتطلعها على غيرك، أجهدتني، لم يعد عندي طاقة لكي أعرِّص لك طوال الوقت. في قعداتي معك بالكاد تتحدث، آخر مرة خرج من فمك ثلاث عشرة جملة بالعدد، وكلها سخرية. ولو لم تجد ما تتهكم عليه، تسخر من نفسك. أنا ماعدتش عارفة أحبك ولا عايزاك، وكفاية الأذى اللي سببتهولي لحد هنا.
لم يفهم، كان يفكر في رد ملائم. همَّ بالتكتكة على الهاتف، لكن فات الأوان. نزلت عليه بالبلوكات على كل وسائل التواصل بينهما. اتصل بها ليجدها وضعته في القائمة السوداء. غير مستوعب أنها ضاعت منه للأبد، كان كل شيء يهتز من حوله.
ضجيج شقة الجيران الآتي من شباك المنور في حجرته كان عاليًا، خناقة أسرية وتهديدات بالطلاق. ارتدى الجاكت البامب وخرج ليجلب الآيس كريم من ماكدونلدز ويتمشى وهو يفكر أن كل دوافعه للاستمرار انهارتْ. فتش في الرسائل القديمة عن سبب لعدوانيتها ولم يصل لشيء، ربما بدأ الأمر عندما أخبرها أنها زادت قليلا في الوزن؟
تجسس عليها عبر حساباته المستعارة، متتبعًا كل صورة جديدة ترفعها على إنستجرام، الذي اقترب عدد متابعيها عليه من الوصول للألْف الثالثة. بينما صاحبها الجديد لم يبذل عناءً كبيرًا ليعرف عن كل أفلامه القصيرة التي تُختار للعرض في المهرجانات المستقلة، عند نشر أصدقائه المشتركين التهنئات على النيوزفيد. فأخذ يصطادهم واحدًا واحدًا على فيسبوك مزيلًا إياهم من قائمة أصدقائه.
مكسور القلب، المسكين، انتهى من أوراق الجيش وأخذ الإعفاء المأمول. ثم دخل في دوامة استمرت سنتين من التدريب في الشركات والكورسات والمعادلات إلى أن أتت له الفرصة وهاجر.
من جنة المكثفات والصواميل إلى جنة الثلج، على ارتفاع عشر كيلومترات فوق سطح الأرض، طار إلى برلين بحثًا عن نجمة الشمال.
عاما وراء الآخر كان خط شعره الأمامي ينحسر. استقرت العيشة. كان يترقى في عمله بسرعة، لأنه لا يمتلك غيره. كف عن القراءة ومشاهدة الأفلام والكتابة باعتبار أن الحياة الفعلية أصبحت البديل الأنسب له. استعاض عن الأغاني بالاستماع إلى دورات تعليم اللغات للمبتدئين، ودروس التنمية البشرية.
وفي ليالي السهاد كان يحدق بالساعات في فيديوهات فقأ الدمامل أو الاستماع للـ ASMR حيث فتاة تردد اسمه على مسامعه بصوت متعدد الأبعاد إلى أن ينام، مقابل دعم رمزي منه لها على باتريون. في أحلامه كان يسير.
أقلع عن التدخين وعن السوشيال ميديا. استمر على التمارين السويدية المعتمدة على وزن الجسم فقط وإنْ لجأ أحيانا للأثقال. كتفاه شكلا خطًا مستقيما وصدره أعرض من الحياة.
على تطبيق يور ماي تايب لم يجد ضالته، لكن على تندر وقد تعدى الثلاثين الآن، وجد السعادة.
Like this:
Like Loading...
тнє ѕυℓтαη’ѕ ѕєαℓ. Cairo's coolest cosmopolitan hotel.