إذا حدث وأحببتني أرجوك أن تنتبه كثيرًا لكيفية عناقي: كارول صنصور تترجم كاترينا غوغو

“My Name Is Odyssey”. A portrait of Katerina Gougou. Source: inred.gr

١
تعالي نذهب يا جميلتي
حيث نقش على القمم
أزرق خافت، وردي
.
تعالي نذهب حيث الفتيات
على ظهور الخيول البرية
شعورهن تتطاير مع الريح
يقطفن زهر الخوخ
ونجماتٍ حمر
عاريات
.
يا عذرائي، يا ميرتو
لن يحبك أحد مثلي
ككاترينا، الطفلة
.
أسمع المطر
أسمع السكون فقط
على الأرض يحترق

 


٢
سيحين الوقت
لتتغير الأشياء
تذكري هذا يا ماريا
أتذكرين كيف كنا نلعب
وقت الاستراحة
نمرر العصي
.
لا تلتفتي لي
لا تبكي
فأنت الأمل
اسمعيني
سيحين الوقت
سيختار الأولاد آبائهم
لن يُخلَقوا صدفة
لن تكون هناك أبواب موصدة
أو أناس ينتظرون في الخارج
سنختار الوظائف التي نحب
ولن نكون أحصنة يتفحصون أسنانها
.
فكري
بالألوان سيتكلم البعض
وآخرون بالنوتات الموسيقية
ما عليك إلا الاحتفاظ
داخل زجاجة كبيرة
بمفاهيم وأفكار مثل:
مهمشون، قهر، وحدة
شرف، ربح، عار
كدروس في التاريخ
.
يا ماريا، لا أرغب في الكذب
الوقت صعب، وسنحظى بالمزيد من الصعاب
لا أعلم
لا تتوقعي مني الكثير
من كل ما عشت
من كل ما تعلمت
من كل ما قرأت
وقلت
لا يهم غير أن نبقى بشرًا
سنغير العالم
رغم كل شيء يا ماريا

 


٣
برأس مهشمة
بفعل مساومتكم
في ساعة الذروة
وبعكس التيار
سأشعل نارًا كبيرة
.
سأرمي فيها
كل كتب الماركسية
حتى لا تعرف ميرتو
أسباب موتي
أبدا
.
يمكنكم أن تقولوا لها
إنني لم أتحمل الربيع
أو إنني عبرت على الأحمر
نعم، هكذا أصْدق
.
على الأحمر… هذا ما ستقولون
على الأحمر… على الأحمر
هذا ما ستقولون
.
نعم هكذا أصْدق
على الأحمر… هذا ما ستقولون
على الأحمر… على الأحمر
هذا ما ستقولون
على الأحمر… على الأحمر… على الأحمر

٤
لأننا هنا مع الطفل نتسكع
وكثيرًا ما نتعانق من الخاصرة
نعد النجوم التي لا تُعد
.
والذين تحدثوا عن
سنوات أفضل
ابتلعناهم
منتشلين الماء في الدلاء
ليسافروا إلى الأبد
فالسفن لا تريد أن ترسوا
.
ولأننا ذات يوم
في تموز ما
شربنا كل النبيذ الحامض
وتقيأنا أحشاءنا غناء
مليئًا بالشكوى، كالأطفال
.
لهذا إذا أومأت بأنك
ستهدهدنا
سنتراجع إلى الخلف
كأننا سنُضرب بالعصي
.
لهذا إذا حدث وأحببتني
أرجوك أن تنتبه كثيرًا
لكيفية عناقي
فأنا أتألم هنا. وهناك. وهنا
وهنا

 


٥
قالوا إن الملاك
الذي حط فجأة على شرفتي
يوم الثلاثاء ٢١ مايو ٧٨
سِكّير
يمر كل ليلة
على جميع بارات أثينا
ويشرب حتى الثمالة
وفي الصباح بشق الأنفس، قالوا
يعود ينضم إلى رفاقه الملائكة
وتحسده النجوم
قالوا أيضًا
إنه أناركي
ولهذا أجنحته سوداء
الحق
وعلى الرغم من أني وميرتو
لم نرَ ملاكًا من قبل
إلا أننا لم نرتعب
شعرت بالخجل فقط
فالقواوير كانت ناشفة
وركبة الطفل متسخة
أتذكر أنه سألني مبتسمًا
أأصدق ما ترى عيني
هل أؤمن بالملائكة
فقلت له بالطبع لا
لهذا – قال لي – لن تحلّقي أبدًا
وألبسني خاتمًا
لأتذكره حين يحل الظلام
بعدها تحرك هكذا
ليسخّن أجنحته ويفردها
واختفى فوق المدينة
ومنذ ذلك الثلاثاء
أحسست بالوحدة أكثر من أي وقت مضى
وكأني لم أتكلم مع أحد قط
ولو لم يكن الخاتم في يدي
والضوء يخفت ويشتعل في قلبي
لقلت إن عقلي التَعِب
هو من اخترع هذا الحدث
بالليل أحرث البارات
ربما أصطدم به
كاترينا غوغو (١٩٤٠-١٩٩٣)