كارول صنصور: قصيدتان

أنت خفاش يا حبيبي

عندما قضمتَ ثدييها

وشربت من بين ساقيها

هل ذقت خبزًا قديمًا وماء البحر

أم أنك ميتًا بالفعل كنت

هل أخبرتها أنها الشعب

والقمر والشمس

وجعلتها تنشد الفرح والدمار

عندما انزلقتْ في أحلك مناطقها

هل اكتملتَ كاللؤلؤ

وحملت وجهها بين يديك

فأزهر الورد على ضفافه

هل كانت رائحة الأفيون كافية

حين ضغطت بجسدها على حائط

وتسطّح خدها من جانب واحد

بينما افتتنتَ أنت بقوة ضعفها

عندما لمستَ الاستسلام في آخر ظهرها

وأدركت أن الشهوة على شفتها العليا خدعة

هل فكرت يومًا أن هذه هي الأبدية

أم ثملًا بصوتها كنتَ

عندما أسكتتْ شياطينك

فطعنتَ الماضي بلا رحمة

الشهوة نار يا حبيبي

والحب وحش

غير أنك غالبًا لن تقتنع

وستبقى معلقًا مثل خفاش على الأسلاك

نائم

يد الطفلة

تحت ظل شجر لا ينبت في بلادنا

وبصوت أعلى من الـ B-52

أنادي في سري

طفلة تلعب بين حفرتين

تشكل في الطين والحصى صحونًا

تقدّم فيها الفاكهة للمارّة

ألوّح لها بيديّ لعلّها تنتبه

تهملني

شعرها الأسود الخشن

وجلدها الكستنائي

يثبتان أن الله لم يكترث للألوان

إلى أن أصر البشر على علب التغليف

فانحاز للأبيض

أقترب حتى أسمعها

تقول لتلك التي تخاف الكلام

لأولئك الذين يشكّون في كلامهم

ولا يرون من عدساتهم

“أمسكوا يدي

اختاروا حفرة

اقفزوا فيها

لم يعد هنا من يصلي لكم

وحدي أعرف طريق النجاة على الضفاف”

فأخاف، في سري أيضًا

منها وعليها

بينما تحت شجر بلادنا

تسقط قنابل الـB-52

على شكل أحلام من ورق اللعب

حيث الملك يسوخ قبل حارسه

والكل هالك

ما لم يمسك يد طفلة