غيث الأمين: عناية جابر في فصول سبع

Source: annahar.com

كل موت فناء مأساوي
كل رحيل بقاء دراماتيكي
غ.
-١-
في ظُرفك وحساسيتك المفرطة يا عناية
– في شخصك كما في نصك –
غزل حاد وغواية لمّاحة،
تَزاوُجُ شبق العيش بشظفه،
تلك قماشة روحك.
-٢-
الَآلامُ القديمة – قاطرة القصائد –
هذه التي تفرّ سهواً
من ضحكك وابتسامك،
أنبتت في تربة حقلك
جذوة الكلام.
-٣-
أًضْرَمْتِ قصائدكِ
وقوداً احياناً
أو ربما قرباناً
لتدرئي الليلة الظلماء
عنك وعن بيروت
تلك المدينة الولّادة
شعراً فريداً
واحتراباً أهليّاً بلا قرار.
-٤-
كم سمعتك في الماضي البعيد-القريب
تهجسين بشقة لك في باريس
فلحقتِ بأحلامك لاهثةً حتى أدركتها
لكن الأحلام يا عناية لا تُخْتَزَلُ باقصى أمانينا
فبعض الاحلام شغف وتهويمات
وبعضها الآخر رؤىً جحيميةً بثقوب سوداء.
-٥-
عدتِ الى رشد مدينتك
قبل حين
فشهدت أُفولها الجهنميّ
بعصف بالغ دونما نذير
دَوّى على مسامع جمع غفير
أََمحَى جلّهم – كما وجهها – عديم الضمير
وبضربة جانح خفاق
رفع
سليل اللئام
مليك الظلام
غيمة
فطريّة
فراغيّة
عامودية
كحليّة
قاتمة
ملبدة
غبراء
منها انبعثت شُهُبٌ صفراء
في وسطها التهبت نيران حمراء
نيران التهمت عاصمة في لحظة صمَّاء.
-٦-
رأيتك بعد كارثتنا الصيفية
– كارثتنا الشخصية –
على الواجهة البحرية،
كما في حلم،
تستقلّين باص العودة الاسود
ذلك القفير المستطيل
ذو المقعد الأوحد
ورأيتك بعد حين
تدخلين صومعتك وتلتحفين
ثوباً أبيض ناصعاً جديد.
ثوب الصمت المؤزر التليد.
-٧-
لم يَدُمْ اعتكافك الأبيض
وأسفا يا عناية
ولفظت أخفض زفراتك
على أرض مطبخ بلاطك
فاستدام صمتك
في الشارع الأحمر،
شارعك الاثير
في عاصمتك الأصغر،
عاصمة النفس الاخير.