تاریخ افتتاح المقھى إلى عام ١٩١٧، وبالتحدید بعد أشھر من شق شارع الرشید عام ١٩١٦ وترتیب أحواله، وكان یسمى أیضاً كھوخانة حسن عجمي.
من یرتاده الیوم لیس في باله إلا أن یجلس على مقاعده، یحتسي الشاي أو یدخن الناركیلة وینظر إلى العابرین في شارع الرشید ومن ثم یمضي، لكن تاریخ ھذا المقھى الجمیل ینزّ صبراً، لأنه احتمل الكثير.
لم یعد الذھاب إلى مقھى حسن عجمي مھماً، كأن الحاجة إلیه استنفدت، حیث لا طقوس ھناك ولا أدباء ولا متعة، ولا حضور إلا للمتقاعدین الذین یجھدون أنفسھم في تزجیة الوقت من دون أن یشاھدوا وجوھھم في مرایا المقھى العتیقة ومن دون أن یسمعوا صوت سلیمة مراد أو سواھا من مطربات تصدح أصواتھن في المكان.
لكن الذین یشعرون بالحنین الى أیامھم فیه یضعون أیدیھم على قلوبھم وھم یقتربون منه في محاولة للعثور على ما تركوه فیه من ذكریات وضحكات وعناءات ولقاءات وأسماء ومسمیات. ھؤلاء سیصدمھم المنظر لأن الواقع على غیر تصوراتھم الحالمة السابقة، كما حصل مع الشاعر ریاض النعماني الذي أوصاه الشاعر الجواھري،
ذات یوم، أن یزور المقھى ویعرف له اسم العامل فیه الذي نسي اسمه.
یقع المقھى في محلة الحیدر خانة، على نھر شارع الرشید في المكان القریب من منطقة المیدان، تجاوره مدرسة شماش الیھودیة من جھة الجنوب ودكان الحاج زبالة.
اشتھر مقھى حسن عجمي باعتباره مقھى للأدباء العراقیین منذ ثلاثینات القرن الماضي، وكان منبراً لحوار الطبقة الوسطى وعامّة الناس التي تمثل صوت الشعب، ولیس ھنالك من أدیب او مثقف عراقي، عبر الأجیال المختلفة، لم یدخل المقھى ویحرص على الحضور، خاصة فی یوم الجمعة الذي لھم فیه طقوس، ویمكن الإشارة إلى أن من رواده المشاھیر الشاعر الكبیر محمد مھدي الجواھري، الذي ذكره في مذكراتھ بجزئیھا.
تغیر الحال كثیرا، لھذا أتمنى أن یعود ھذا المقھى التراثي الشھیر كالسابق ممتلئا بالرواد من شعراء ومثقفین.