سلطان محمد: أناركية غضة

Muhammad Sobri, the ancient village of Dhu Ain in the Hijaz mountains. Source: Wikipedia

هَل أنتَ ابنُ
آوى يا ظلي؟
أي مخاتلةٍ، إذن
وأي مداورة مني إلى جهتي القاحلة
صرتُ أشكُّ في الفرديِّ
شكَّيَ الراسخَ في الجمعيِّ؛
لولا هذي البلادُ الصحراويَّةُ
بالناقة والضب واليربوع
لكنتُ منتجًا طينيًا أفضلَ
ورغم الجبَل الحجازيِّ يخلبني البَحْرُ
رغمَ جدي الراعي أشتاقُ للحوتِ،
أبي الخُضَريُّ لا أعرفُ كيف بذَرَ فيَّ الشاعرَ
والشاعرُ لا ينفكُّ يمشِّطُني عميقًا باللاجدوَى
هل النرسيسُ أمْرٌ طيِّبٌ فعلًا وضرورةٌ لهذا العبورِ اللاضروريِّ؛
هذا النافورَةُ المُخرج الماءَ من نفسه وإليها،
الصدى السائلُ، بدوائرَ أبديةٍ لبُغيةٍ واحدَة –
سوى المُتعة الحَصرية – لعلَّ إحداهُنَّ تنشطرُ مرةً
وتفتحُ شُبّاكَ زلزال في هذي البلادِ
لعلَّ إحدى الدوَائر ترفَع الغُبارَ أملًا في الطَّلع
فربما يصدقُ أحَدٌ ما هذا الماءَ الكاذِبَ
ويذهب إلى كأس الشيخِ ويشدَخُها
وإلى قدَح القاضي ويستمني هناكَ
ربما امْرَاةٌ تؤمنُ بعد إلحاد بأنَّ هذه الزلزلةَ ترقيصٌ
لنهديها فتنتهزُ الفرصةَ في الحريرِ
لأمُومة الفَوضى؛
هل النَّرسيسُ شكِّي الآنَ بعدما ثقة ليِّنة؟
أيةُ نحلةٍ ستنشقُّ عن الخليِّة وتقرِّرُ أن تكونَ بدويَّةً
في الدروب الهوائيةِ؟
لولا هذي البلادُ لما انشققتُ عن القبيلة ثم عن الفاتحة بالبقرة وإلى النَّاس
حتى صرتُ أنشقُّ عن نفسي
وأعلنُ حربًا عليَّ بهُدنة طويلة
على شرَف الكآبة،
لولاك يا بلادَ الصَّهْد لم أُشبَقْ إلى الأندَاء
لولاك هذا القلبُ كان القلبَ لا الجمرةَ الشَّتَّامةَ أبدًا
لكنَّكِ عدوّي في الأول والأخير
وحلمي بتكسر الأساسات كعيدان أسنانٍ
الآنَ انشقاقي عنيفٌ يلطِّخ بالدم الكحلي أبيضَ بُرهتي
هل وليدٌ ميَّتٌ، ما سيكونُ، مضغةُ لحم عفنةٌ يتعفَّفُ عنها، حتى، ابنُ آوى؟
عن فأر تمخَّض أيها الجبَلُ!
يا لرَمَد المرحلَة..
يا لرماد العُمرِ..
لستُ ڤالتر بنيامين لكنَّ خطوتي ذاتُ اتجاه واحدٍ:
أن أنشقَّ فقط!