طلاء لدم آخر: ثلاث قصائد لمهاب نصر

Kholoud Abu Hijleh, “Single Man 2”, 2016. Source: artmejo.com

ملك في عرض الطريق
أنا ملك على بقعة من الدم
على حدود من الرماد
ونفثات الصهد الأخيرة
حيث يُقعي خفير مستدفئا
بذراعين مكشوفتين
أنا “السلام عليكم”…
التي يردها بفم يلوك الدخان
والمرّ.
أنا العمائر تحت التشطيب على الساحل الأسود
والتي لم تركب شبابيكها وأبوابها بعد
أنا الحصى المفروك تحت نعال العروسين
والقبلة المالحة
التي تبسط الملاءة وترفعها
على شكل موجة بلا بحر
أنا القارب في الطريق العام
يظن أن مشكلته كونه من خشب
أنا بائع الفل
مستريحا بخده على القارب المائل
وقدماه في الرمال
متُّ داخل ذاتي
كما يعطس المرء في منديل
كما ينزف أنف
على قماش أبيض
هذه حدودك الحمراء
مرآة الدم المدوّخة
ملك
وأضع التاج على الطاولة
بجوار كتاب صغير
صلعتي قصة حياتي
حدود البلاد التي زرتها
كلمة مستديرة كاليأس
صلبة
كالخفارة على ماء أسود
على ليل تجرد من ملابسه
في عرض الطريق
الطيور
الطيور
التي لا يأتي ذكرها في كتاب
إلا عندما تحين النهايات
حقائق من الجصّ
نقشت على مداخل البنايات
ملائكة بأجنحة مثبتة
حفظت الأحجار وما وراءها
لن تطير إذن
إلا حينما يُنفخ على الأرض نفسها
حين يخرس الحاكي
ويدير المنصت أذنه
حين نشم رائحة النفتالين
في جلودنا
وكأننا خارجون من سحارة…
أجنحة من قمصان وسراويل
وأقمطة رطبة
مقاعد من قش
وخطوات كوقع الليل
على صفحة الهواء
ممطوطة ونكدة
هذا بيتي… ولا أريده،
فكرتي
ولا تعتدل في جلستها
حتى أناولها الدواء،
حلمي
ويداه مثقلتان بالحجارة
ثم تأتي الطيور
…لا تأتي
بل يُسمع الرفيف،
بل هزيم مكتوم
لبناية توشك أن تطير
باب ينخلع في الريح
وباب يسقط
تاركا السماء بلا لون.
لا أرفع رأسا
أعرف بلا روح
بلا طاقة على قول نعم ولا
مثل حجر أبيض
منطو على الشاطئ
يشطف الملحُ وجهَه
وينحسر.
صامتة قدمي.
أخرج وأدخل
لا أرفع رأسا
ولا أسند ذراعي
كعادة من يبدل ملابسه.
أنام نوما طبيعيا
كما ينام البحر
والرمل في قاعه
والغرقى الذين كُبّلوا بالكلمات
والضمائر الحديد.
أعرف
بلا عينين
ولا أذنين
وبلا رغبة في لمس
الأسطح
أو اختلاس الشمس
من الأجساد العارية.
دمي ينام معي
ولا يفور إذا جُرِحت،
بل يجلس وينظر.
دمي طلاء لدم آخر
لا لون له،
ولا عصب ينتهي إليه.
ريح تكاد تلامس الماء
وتترك صفحتها مثل جلد منكمش