
Paul Klee, “Night Feast”, 1921. Source: guggenheim.org
الصوابية السياسية
أبدأ محاضرتي
بـ”الصوابية السياسية”
أشعر بالطعم المعدني في فمي
أكرر المصطلح،
ولكن بإنجليزية سليمة هذه المرة
“البوليتيكال كوريكتنيس”
أمضغه جيدًا،
ثم أبصقه في وجه صديقتي
دون أن أعرف ماهيته حقًا.
أقف أمام المرآة
أتمدد وأنكمش مرتين
كحبل مطاط،
وأذهب بمحاضرتي العصماء بعيدًا،
حيث لا أعرف،
كرصاصة في زَفّة.
وصديقتي الحمقاء،
تطلب مني
– أنا الذي تعلمت ربط الحذاء حديثًا –
أن أميز لها الألوان بدقة.
التسامح
التسامح!
يتحدثون عنه بكسل
على الأرصفة ومقاعد البارات العالية
“كفنجان شاي
سوف تستمتع به رشفة رشفة”*
ثم يلتهمون الخيار في إثره
المتعجرفون!
إنهم لا يحاولون حتى أن يمعنوا النظر
يكتفون بنظرة عابرة
وعليك أنت بالباقي
كأنك ستحك رأسك
وانتهى الأمر!
لا يا سادة
إنه ليس بالونًا ورديًا
نطيّره في الهواء ونفرح جميعًا
إنه شاقٌ،
كحبس أنفاسك لخمس دقائق كاملة
عينان ممتلئتان بالغبار
قدم تدوس في الطين بتلذذ.
ثم للسخرية،
يحمل لك في النهاية ساعي البريد
باقة ورد،
وخطابات تتمنى الشفاء العاجل
*هذه الجملة للأستاذة ماجدة خير الله
كريسماس
لم يكن أحد ينوي الحديث بالأمس.
لسنةٍ كاملةٍ
كنا ألسنة وسواعد مقطوعة.
طرأ الأمر فجأة،
وبغرابة،
كأذانٍ في غير موعده
حين ارتديت معطفي بحسم،
وركضت.
لم أكن أشعر بالبرد،
رغم الرجفة التي انتابتني.
كنت ألف قلبك حول رقبتي
وعلى طريقة جين كيلي
أرقص تحت المطر.
ثم جلست على الرصيف،
أخرجت آلتي الحاسبة
وانهمكت في الجمع والطرح سريعًا،
كأنني سأسلم ورقة امتحان.
حينها
استيقظت،
ثم حككت رأسي مرتين،
وأدركت كم أحبك.