
Jim Goldberg, San Francisco, 2000. Source: magnumphotos.com
استغرقت مني هذه القصة أربعة أعوامٍ كاملة كي أفرغ منها، ليس لأني كنت أعمل على تحسين وتلميع كلِّ كلمةٍ استخدمتها فيها، بل لأني كنت أشعر بالإحراج. كنت أكتب الفقرة، ثم أدع القصة وشأنها إلى أن تزول الحُمرة من وجنتيَّ، وبعد أربعة أو خمسة شهور أخرى أعود لأكتب الفقرة التالية. هكذا مرَّ الوقت وعجزت عن إكمالها بغرض أن تُطبع في ثلاثة أجزاء متتالية لأنطولوچيا من أدب الخيال العلمي الإيروتيكي نشرتها صديقتي إلين داتلو كما كان مفترَضًا. على كلِّ حال، نُشرَت القصة أخيرًا، لكن معظم فكرتها كان قد جاء من تساؤلٍ لديَّ عن عدم تبادُل الشخصيَّات لأيِّ حوارٍ في الأفلام والكُتب عندما يتطارحون الغرام أو عندما يتنايَكون حتى. عن نفسي لا أعتبرها قصة إيروتيكيَّة، لكن بمجرَّد أن انتهيت منها أخيرًا، لم أعد أجدها محرِجةً.
الوشم المرسوم على عضده كان لقلبٍ صغير ملوَّن بالأزرق والأحمر، وتحته رُقعة الجِلد الملتهِبة التي كان يُزيِّنها الاسم الممحو.
كان يلعق حلمتها اليُسرى على مهلٍ، بينما تداعب يده اليُمنى مؤخِّرة عنقها، عندما سألته: «ماذا بك؟».
رفع عينيه إليها وقال: «ماذا تعنين؟».
– «تبدو كأنك… لا أدري… في مكانٍ آخر». تقولها، ثم تتأوَّه بعد لحظةٍ وتضيف: «ما تفعله الآن جميل جدًّا».
كانا في جناحٍ بفندق، جناحها هي بالتحديد، وكان يعرف من تكون وتعرَّفها من النظرة الأولى، لكنهم حذَّروه من أن يستخدم اسمها.
رفع رأسه لينظر في عينيها، وزحف بيده إلى نهدها. كانا عاريي الجذع كلاهما، وترتدي تنورة من الحرير ويرتدي البلو چينز.
– «ها؟».
وضع فمه على فمها وتلامست شفاهما وتعانق اللسانان، ثم إنها أطلقت زفرة وتراجعت إلى الوراء قائلةً: «ماذا بك إذن؟ ألا أروقك؟».
ابتسم مُطَمئِنًا وقال: «تروقيني؟ إنك رائعة»، وضمَّها إليه بقوَّة، ثم ضمَّت يده نهدها الأيسر وبدأت تعتصره ببطء، فأغلقت عينيها وكرَّرت: «إذن ماذا بك؟».
– «لا شيء إطلاقًا. كل شيء رائع. أنت رائعة، وجميلة جدًّا».
– «كان طليقي يقول إنني أستغلُّ جمالي»، ومرَّرت ظهر يدها على وجه سراويله من أعلى إلى أسفل، فضغط نفسه عليها مقوِّسًا ظهره وهي تُردِف: «لعله كان على حق».
كانت تعرف الاسم الذي قاله لها، لكنها واثقة بكونه مستعارًا، مجرَّد زينة، ولا ترغب في مناداته به.
مسَّ وجنتها، ثم عاد بفمه إلى الحلمة، وهذه المرَّة أخذ يُحرِّك يده بين ساقيها وهو يلعق. كان للحرير ملمس ناعم على يده، ثم إنه ضمَّ أصابعه على عظمة العانة وزاد الضغط بتؤدة.
– «هناك شيء ما يدور في رأسك الأشقر الجميل هذا. متأكِّد أنك لا تريد الكلام عنه؟».
– «إنها مجرَّد مسألة سخيفة. كما أنني هنا من أجلك، لا من أجلي أنا».
حلَّت أزرار سراويله، فاعتدل على ظهره وأنزلها إلى كاحليه لتسقط على الأرض إلى جوار الفراش. كان يرتدي ثوبًا داخليًّا قرمزي اللون، وقضيبه المنتصِب بارز من تحت قماشه الخفيف. بينما كان يخلع السراويل عن قدميه، خلعت هي قرطيها المصنوعين من حلقات الفضَّة المتداخلة، ثم وضعتهما بحِرصٍ إلى جوار الفراش.
فجأةً أطلق ضحكة عالية، فسألته باستغراب: «ماذا هناك؟».
أجابها مبتسمًا: «مجرَّد ذكرى عن الستريپ پوكر. عندما كنت مراهقًا في الثالثة أو الرابعة عشرة تقريبًا، اعتدنا أن نلعب الستريپ پوكر مع بنات الجيران، وكنَّ دومًا يجلبن معهن ذخيرة من الإكسسوارات السخيفة؛ قلادات وسلاسل وأقراط ووشاحات، أشياء من هذا القبيل. هكذا حين تخسر الواحدة منهن ويُصبح عليها أن تخلع قطعة من ثيابها، فإنها تخلع قِرطًا أو سوارًا أو ما شابه. هكذا تمرُّ عشر دقائق على بدء اللعبة، فتجدين الصِّبية وقد خسروا معظم ثيابهم ويجلسون بخزي، بينما تظل كلُّ واحدةٍ منهن محتفظة بثيابها كاملةً».
– «لماذا كنتم تلعبون معهن إذن؟».
– «الأمل، الأمل في أن تأتي مرَّة ونرى لمحةً من شيءٍ ما، أيِّ شيء».
– «وهل فعلتم؟».
سحب يده واعتلاها وبدأ يُقبِّلها، وتقابل ملتقَى ساقيه بملتقَى ساقيها في حركاتٍ ناعمة، بينما اعتصرت يداها فلقتي مؤخِّرته.
– «لا، لكن الحُلم لا ينتهي».
– «وما السخيف في هذا؟ ولِمَ تظن أني لن أفهمه؟».
– «لأنها حماقة، ولأني لا أعرف فيم تُفكِّرين».
سحبت ثوبه الداخلي إلى أسفل، ومرَّرت سبابتها على جانب قضيبه قائلة: «كبير فعلًا، تمامًا كما قالت ناتالي».
– «حقًّا؟».
– «لست أول من تقول لك هذا طبعًا».
– «طبعًا».
حنت رأسها وقبَّلت القضيب من أسفل حيث تنتهي غابة الشعر الذَّهبي، ثم قطَّرت القليل من لعابها عليه وجرت بلسانها على طوله، قبل أن تتراجع وتحدِّق إلى عينيه البنيَّتين بعينيها الزرقاوين.
– «لا تعرف فيم أفكِّر؟ ما معنى هذا؟ وهل تعرف ما يُفكِّر فيه الآخرون عادةً؟».
هزَّ رأسه لا نفيًا ولا إيجابًا وقال: «ليس بالضبط».
قالت: «احتفظ بهذه الفكرة في رأسك حتى أعود».
ثم نهضت ودخلت الحمَّام وأغلقت الباب خلفها، وإن لم توصده. جاء صوت البول من الداخل وهو يسقط في المرحاض، وخطر له أن هذا استغرق منها وقتًا أطول من اللازم. ثم إنه سمع صوت السيفون يُشَد، ثم صوت حركة في الحمَّام، خزانة تُفتَح وتُغلَق، ثم المزيد من الحركة.
فتحت الباب وخرجت عارية تمامًا، وللمرَّة الأولى بدت كأنها تشعر بشيءٍ من الخجل. كان هو يجلس -عاريًا أيضًا- على الفراش، شعره أشقر قصير جدًّا. مع دنُوِّها منه مدَّ يديه وحطَّهما على خاصرتها وجذبها إليه. كان رأسه الآن مقابلًا لسُرَّتها، فلعقها ثم نزل برأسه إلى ما بين ساقيها، ودفع لسانه بين الشِّفْرين الطويلين وبدأ يُدوِّر لسانه ويلعق.
وبدأت أنفاسها تتسارَع…
أدخل إصبعًا فيها بينما داعب اللسان البَظْر فوجدها مبتلَّة بالفعل، وانزلق الإصبع إلى الداخل بنعومة. نزل بيده الأخرى على ظهرها حتى استدارة ردْفها، وتركها تستريح هناك.
– «هل تعرف ما يفكِّر فيه الآخرون دائمًا إذن؟».
جذب رأسه إلى الخلف وعصيرها على شفتيه، وقال: «إنها مسألة حمقاء، صدِّقيني، ولا أريد أن أتكلَّم عنها. ستحسبينني مختلًّا».
مدت يدها إلى أسفل ورفعت ذقنه وقبَّلته. عضَّت شفته لكن ليس بقوَّة، ومطَّتها بأسنانها.
– «أنت غريب الأطوار بعض الشيء، لكني أحبُّ كلامك… وأريد أن أعرف ماذا بك يا قارئ الأفكار».
وجلست إلى جواره على الفراش، فقال: «نهداك جميلان حقًّا».
أطلقت تنهيدة تبرُّم، وردَّت: «لم يعودا كما كانا… لكن لا تُغيِّر الموضوع».
عاد يستلقي على الفراش قائلًا: «لا أقرأ الأفكار بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن بشكلٍ ما. عندما أكون في الفراش مع امرأة، فإنني أعرف ما ترغب فيه بالضبط».
اعتلته وجلست على بطنه قائلةً: «أنت تمزح».
– «لا».
داعب البَظْر بلُطف، فتأوَّهت وتلوَّت مغمغمةً: «هذا جميل»، ثم تراجعت إلى الوراء بعض الشيء لتجلس على قضيبه مباشرةً، وبدأت تُحرِّك نفسها عليه.
– «أعرف… عادةً ما… هل تعرفين كم يصعب عليَّ التركيز وأنت تفعلين هذا؟».
– «تكلَّم… كلِّمني».
– «ضعيه داخلك».
مدَّت يدها وأمسكت قضيبه، ورفعت نفسها إلى أعلى قليلًا، ثم جثمت عليه مرَّة أخرى مُلقِّمةً الرأس بداخلها، فقوَّس ظهره إلى الخلف ودفع قضيبه إلى الداخل. أغلقت عينيها لحظات، ثم فتحتهما وقالت: «فلتتكلَّم إذن».
– «أثناء المضاجَعة، وحتى قبل أن نبدأ، أجدني أعرف أشياء… أشياء من المفترَض أني لا أعرفها ولا وسيلة لمعرفتها، بل وأشياء لا رغبة لديَّ في معرفتها. اعتداء جسدي، إجهاض، جنون، زنا محارِم. أعرف إن كانت من معي إنسانة ساديَّة أو تسرق من رئيسها في العمل».
– «أعطني مثالاً».
كان بداخلها تمامًا الآن، يدفع ويسحب ببطء، ويداها مستريحتان على كتفيه، ومالت هي بوجهها إلى أسفل لتلثم شفتيه.
– «لا يختلف الأمر كثيرًا عن الجِنس نفسه. عادةً ما أجدني أعرف ما أفعله في الفراش مع النساء. لا أضطر لأن أسألهن عما يردنه، بل أعرفه فحسب. أعرف إن كانت تريد أن تعتليني أم أعتليها، إن كانت تُفضِّل وضْع السيِّد أم العبد، إن كانت تريدني أن أهمس لها مرَّة بعد مرَّة أنني أحبها أم تريد أن تبول داخل فمي. فقط أصير ما تريد، ولهذا السبب… چيسس! لا أصدِّق أنني أخبرك بهذا حقًّا… لهذا السبب امتهنت هذه المهنة».
– «نعم. إن ناتالي تحلف بك فعلًا. هي من أعطتني رقمك».
– «ناتالي رائعة حقًّا، وفي صحَّة ممتازة بالنسبة لعمرها».
– «وما الذي تحبه ناتالي؟».
قال مبتسمًا: «هذا سِر المهنة، وقد أقسمت على الكتمان».
قالت: «انتظر»، ثم نزلت من عليه وجثت على ركبتيها وانحنت مضيفةً: «أفضِّل من الخلف».
قال بشيءٍ من الضِّيق: «كان يجدر بي أن أعرف هذا»، ثم نهض ووضع نفسه وراءها. مرَّر إصبعه على الجِلد الناعم الذي يُغطِّي عمودها الفقري، ووضع يده بين ساقيها، ثم أمسك قضيبه ودفعه في فرجها من الخلف وهي تقول: «بمنتهى البطء».
حرَّك وَركيه دافعًا نفسه داخلها، فشهقت.
سألها: «هكذا؟».
– «لا. إنه يؤلمني قليلًا عندما يدخل كله. لا تفعل هذا المرَّة القادمة. إذن فأنت تعرف أشياء عن النساء اللاتي تنام معهن، فماذا تعرف عني؟».
– «لا شيء مميَّزًا. أحبُّ أفلامك كثيرًا».
– «دعك من المجاملات الفارغة».
كان أحد ذراعيه يُطوِّق نهديها، بينما مسَّ شفتيها بيده الأخرى، فأخذت تمُص إصبعه السبابة وتلعقه.
– «حسن، لست معجبًا كبيرًا بأفلامك، لكني شاهدتك في برنامج (لترمان) وخطر لي أنك جميلة ومرِحة حقًّا».
– «أشكرك».
– «لا أصدِّق أننا نفعل هذا الآن».
– «تقصد النَّيك؟».
– «لا، الكلام في أثناء النَّيك».
– «أحبُّ الكلام في أثناء النَّيك. يكفي هذا الوضع، فقد بدأت ركبتاي تؤلماني».
سحب نفسه من داخلها، وعاد يجلس على الفراش وهي تسأله: «إذن فأنت تعرف ما تُفكِّر فيه النساء وما يُفضِّلنه في الفراش. وماذا عن الرجال؟».
– «لا أدري. لم أنم مع رجالٍ قَط».
تفرَّست في ملامحه وهي تضع إصبعها على جبهته، ثم تُمرِّره على وجهه حتى ذقنه مرورًا بعظمة وجنته، وتقول: «لكنك وسيم جدًّا».
– «شكرًا».
– «وبائع هوى!».
– «مُرافِق!».
– «ومغرور أيضًا».
– «ربما. ألستِ كذلك عن نفسك؟».
ابتسمت وقالت: «بصرة! إذن فأنت لا تعرف ما أريده الآن».
– «نعم، لا أعرف».
نامت على جانبها قائلةً: «ضع واقيًا ذَكريًّا وضاجعني من الخلف».
– «ألديك زيوت؟».
– «في الدُّرج إلى جوار الفراش».
أخرج الواقي الذَّكري والچل من الدُّرج، وركَّب الأول على قضيبه قائلًا: «أكره الواقيات الذَّكريَّة لأنها تصيبني بالحكَّة. لكني نظيف تمامًا من أيِّ أمراض. لقد أريتك الشهادة».
– «لست مهتمَّة».
– «خطر لي فقط أن أذكُر هذا لا أكثر».
دهن الچل حول وداخل فتحة شَرَجها، ثم وضع قضيبه داخلها، لكنه توقَّف عندما أطلقت أنَّة، وسألها: «جيِّد هكذا؟».
– «نعم».
أخذ يهتز إلى الأمام والخلف دافعًا نفسه داخلها أكثر، وظلَّت هي تُطلِق صوت نخيرٍ منتظم وهو يفعل هذا مدَّة دقائق قليلة، قالت بعدها: «هذا يكفي».
سحب نفسه خارجها، فنامت على ظهرها وخلعت الواقي الذَّكري الملوَّث عن قضيبه وألقته على السجَّادة قائلة: «يمكنك أن تقذف الآن».
– «لست مستعدًّا بعد، كما أننا يمكننا الاستمرار ساعات».
قالت: «لست مهتمَّة»، ثم ابتسمت له وأضافت: «والآن، أريدك أن تقذف على بطني، الآن».
هزَّ رأسه بحيرة، لكن يده كانت تداعب قضيبه بالفعل، ثم بدأت تهزُّه بعنف، إلى أن تدفَّق منه القذف تاركًا خطًّا طويلًا لامعًا على بطنها وثدييها، فمدَّت يدها وأخذت تُمسِّد بشرتها بالسائل اللبني بتراخٍ، وبعد قليل قالت له: «يمكنك أن تغادر الآن».
– «لكنك لم تبلغي الذُّروة. ألا تريدين هذا؟».
– «لقد حصلت على ما أردت».
هزَّ رأسه حائرًا مرَّة أخرى، ورمق قضيبه المنكمش المترهِّل، ثم غمغم: «كان يجدر بي أن أعرف. لكني لا أعرف. لا أعرف أيَّ شيءٍ الآن».
– «ارتدِ ملابسك واخرج».
بدأ يضع ملابسه بالترتيب، بدايةً بزوج الجوارب، ثم مال عليها يُقبِّلها، لكنها أبعدت رأسها عنه وأشاحت بوجهها قائلةً: «لا».
– «هل سأراكِ مرَّة أخرى؟».
هزَّت رأسها نفيًا وأجابت: «لا أظنُّ».
كان يرتجف الآن…
– «وماذا عن المبلغ؟».
– «حاسبتك بالفعل عندما جئت. ألا تذكُر؟».
هزَّ رأسه بعصبيَّة، كأنه لا يذكُر فعلًا لكنه لا يجرؤ على الاعتراف بهذا. ثم إنه ربَّت على جيوبه حتى وجد المظروف المنتفخ داخل أحدها، فهزَّ رأسه ثانيةً وتمتم: «هذا الخواء الذي أشعر به…».
كانت نبرته شديدة الكآبة، أما هي فلاحظت بالكاد عندما غادر الغرفة.
تمدَّدت على الفراش واضعةً يدها على بطنها التي تحتضر عليها حيواناته المنويَّة الباردة الآن، وبدأت تسترجع مذاقه في عقلها.
تذوَّقت كلَّ امرأةٍ نام معها. تذوَّقت ما فعله مع صديقتها وابتسمت لانحرافات ناتالي الصغيرة. تذوَّقت اليوم الذي طُرِد فيه من وظيفته الأولى، وتذوَّقت النهار الذي استيقظ فيه وهو لا يزال ثملًا في سيَّارته وسط حقل ذُرة، قبل أن يُقسم ألا يمس شرابًا آخر ثانيةً. تذوَّقت اسمه الحقيقي، والاسم الذي كان موشومًا على ذراعه تحت القلب، ولِمَ لم يعد من الممكن أن يكون موجودًا هناك. تذوَّقت لون عينيه من الداخل، وارتجفت للكابوس الذي رأى نفسه فيه مُجبَرًا على أن يحمل سمكة شائكة بفمه، ثم استيقظ شاعرًا بالاختناق ليلة بعد ليلة. تذوَّقت ما يجوع له من الأطعمة والقصص الخياليَّة، واكتشفت سماءً مظلمة جلس تحتها وهو بعدُ غلام يُحدِّق إلى النجوم متعجِّبًا من كثرتها وكثافتها، على الرغم من أنه نسي هذا تمامًا.
حتى في أتفه الذكريات وجدت بعضًا من الكنوز. كان يملك شيئًا من هذه الموهبة بالفعل، لكنه لم ينجح في فهمها قَط، ولم يستخدمها إلا أثناء الجِنس. تساءلت -وهي تسبح بين ذكرياته وأحلامه- إن كان سيفتقد هذه الذكريات والأحلام، إن كان سيلاحظ أنه نسيها أصلًا.
هكذا بلغت هي النشوة مُطلِقةً موجاتٍ من الوميض الأبيض أخرجتها من ذاتها وأدخلتها في مِيتة صغيرة حيث كل شيءٍ في أبهى حال.
تناهى إلى مسامعها صوت اصطدامٍ من الزقاق المجاور للفندق. لا بد أن أحدًا صدم صندوق قمامة.
اعتدلت جالسة ومسحت البقايا اللزجة عن بشرتها، ثم -دون أن تغتسل- بدأت ترتدي ملابسها ببطء، بدايةً بثوبها الداخلي القطني الأبيض، ونهايةً بقرطيها الفضيَّين.
Like this:
Like Loading...
тнє ѕυℓтαη’ѕ ѕєαℓ. Cairo's coolest cosmopolitan hotel.