Allen Ginsberg at Human Be-In 1967 (Album cover for Dharma Lion), uncredited. Source: heal1.bandcamp.com
“كن صامتًا من أجلي، أيها الإله المتأمل“
عدت إلى بيتي لأجد في الصالة أسدًا
وهرعت إلى بئر السلم أصرخ: أسد! أسد!
السكرتيرتان الجارتان، عقصت كل منهما شعرها الأدكن. وبصفقة ارتدت نافذتهما مقفلة.
أسرعت إلى بيت أهلي في باتيرسون، ومكثت نهارين
هاتفت طبيبي النفسي، تلميذ رايخ
كان قد حرمني من الجلسات عقابًا على التحشيش
“حصل” – هكذا لهثت في أذنه – “في صالة بيتي أسد.”
“للأسف، لا مجال للمناقشة،” وضع السماعة
ذهبت إلى حبيب قديم وسكرنا بصحبة حبيبته
قبّلتُه. وبومضة مخبولة في عيني أعلنت أن عندي أسدًا
انتهى بنا الأمر نتقاتل على الأرضية. جرحت حاجبه بأسناني فطردني
وبت في سيارته الجيب المصفوفة أمام البيت أستمني متأوهًا: “أسد.”
عثرت على جوي صديقي الروائي وزأرت في وجهه: “أسد!”
نظر إلى مهتمًا وقرأ علي أشعاره العفوية الراقية المكتوبة كما يكتب الإيجنو (والإيجنو شخص يعيش مرة وإلى الأبد، وينام في أسرة الآخرين)
أنصت في انتظار أن أسمع منه كلمة أسد.
لم أسمع سوى فيل، تيغلون – ابن النمر واللبؤة – وهبغريف، الحصان أحادي القرن، نمل
لكنني عرفت أنه فهمني حين تناكحنا في حمام إيجناز ويزدوم
في اليوم التالي مع ذلك أرسل إلي قصاصة من عزلته في سموكي ماونتين
“إني أحبك يا نونو وأحب سباعك الذهبية الرقيقة
بيد أنه لا روح ولا حجاب، إذن فإن حديقة حيوان أبيك الغالي ليس فيها أسد
قلت لي إن أمك جنت قبل أن تموت، فلا تنتطر مني وحشًا خرافيًا يكون عريسًا لك.”
حائرًا ودائخًا، مرتقيًا هذه الحياة كلها تذكرت الأسد الحقيقي يتضور جوعًا وسط نتنه في هارلم
وفتحت باب الغرفة لأجابه انفجار قنبلة غضبته
يزأر جائعًا في وجه جص الجدران، لكن أحدًا عبر الشباك لا يسمعه. التقطت عيني الطرف الأحمر للعمارة السكنية المجاورة واقفة في سكون يصم
وأطلنا النظر بعضنا إلى بعض. عينه الصفراء العنيدة وسط هالة الفرو الأحمر
عيناي أنا مرتشحتان أطلقت أنينهما لكنه توقف عن الزئير وأشهر نابًا يحيي
واستدرت أطهو البروكالي للعشاء على موقد الغاز الحديدي
غليت ماءً وأخذت حمامًا ساخنًا في الوعاء المعدني أسفل الحوض
لم يأكلني، ورغم أنني حزنت لتضوره في وجودي
في الأسبوع التالي كان الهزال قد جعل منه بساطًا سقيمًا تملأه العظام. تتساقط سنابل شعره
عينه المحمرة حانقة وهو مقع يتألم برأسه المشعر في كفي أسد
وقرب المكتبة المصنوعة من صندوق بيض، المملوءة بمجلدات نحيفة لأفلاطون وبوذا
كنت أسهر جواره كل ليلة أشيح بعيني عن وجهه الجائع المعثوث
وكففت أنا الآخر عن الأكل. يضعف ويزأر بالليل بينما تجيئني الكوابيس
مأكولًا من جانب أسد في مكتبة الحرم الفضائي لجامعة كولومبيا، أو أسدًا محرومًا من الطعام من جانب البروفيسور كاندينسكي، أحتضر في نُزُل حقير داخل سيرك الأسد
وكنت أصحو في الصباحات والأسد لا يزال مضافًا إلى وجودي يحتضر على الأرضية أمام عيني. “أيها الحضور الرهيب!” صحت. “كلني أو مت!”
عصر ذلك اليوم نهض وسار إلى الباب وكفه على الحائط الجنوبي يحافظ على توازن جسده المرتجف
أطلق صريرًا كليمًا خلع قلبي من سقف حلقه الذي لا قعر له
وهدر كالرعد مغادرًا أرضيتي إلى السماء، أثقل من بركان المكسيك
دفع الباب ليفتحه وبصوت حصبائي قال: “ليس هذه المرة يا صغيري، لكنني سأعود مرة ثانية.”
يا أيها الأسد الذي يأكل عقلي الآن منذ عقد ولا يعرف سوى الجوع
ليس فردوس رضاك يا زئير الكون كيف اصطفيتني
لقد أنصت إلى وعدك في الحياة الدنيا وصرت جاهزًا للموت
خدمت حضرتك الأزلية الميتة جوعًا. أيها الرب، أنا الآن في غرفتي أنتظر رحمتك.