
Harry Gruyaert, Rajasthan. India, 1976. Source: magnumphotos.com
في أي ليلة نحن؟
عجوز جدا
وأخلط بين حياتي والشمس
التي تلف كتفي امرأة عاريتين
بين الشمس ويدي المرتعشتين فوق كلمات الكتب
بين الكتب والأشجار بسبب رائحة الجذور
حيث ستدفن روحي
بين روحي والشفة المطبوعة على زجاج مغبش
ببخار الأنفاس في ليلة باردة –
في أي ليلة نحن؟
في الشارع غاضبون كأحرف سوداء مائلة
لكن أي رواية كانت تلك؟
في الجريدة صورة شخص ما
أهذا يعني أنه مات
ولماذا لا أحلم به إذن؟
أنهض نصف عار
كقنطور
الخمر التي جرعتها أمس
هي الآن نصف رغبة
الباقي ثقل أحكه بأظافري لينهض
تأتيني الأفكار مثل منازل مكشوفة من الداخل
أسحب كرسيا وأنضم إلى مائدة
هذا صوتي.. انظرْ! الذي يكشف ساعده ويغرف
لا حاجة بي لأكتب
أنا ما كُتب فعلا
جلدي ينكمش كغلاف مسطور قديم
وهذا ما يجعلني شيطانيا
أثمة شياطين حقا؟
أنا عجوز وأخلط
والشمس تغرق فراشي كنهر
أنهض مغنيا بصوت امرأة أحببتها
ما بقي إلا أن ينبت لي ثديان
حياة
عشت حياتي كخنثى
كسعادة بلا رحم
يكفيها تربيتة على المؤخرة
لا أحب الذين يفكرون بالمستقبل
الذين يلوث دم حيضهم كل ما يلمسونه
الذين يتمغصون
بحجة أنهم “لا يجدون أنفسهم”
وكما الدم يعمّد أحلامهم
كذلك لا يعرفون البهجة
إلا كنوع من القتل
النعاس
يأتيني النعاس لا باعتباره يقظة أخرى، ليس على هيئة قارب ومجدافاه يدا الملاك، حيث نعبر بين أجساد الملاعين. يأتيني كجديلة خشنة لحبل يطوق المرساة. عيناي تقطران دما، وقلبي يخفق كصار ِ يئن. كل فكرة تخبط رأسي في رصيف ثم تنحسر ساحبة روحي إلى ظلمة. ينادونني خارج الغرفة: هل أنت بخير؟ لكنهم بعيدون جدا كحلم وأقول لنفسي: أنت نائم.. عليك ألا تنسى. حتى لو خرجت إليهم ليتأكدوا سيفضحك الحبل المشدود إلى مرساة. “أهذا بسبب الأفكار؟” يسألونك.. وتضحك كأنك في حلم، كأنك تعتذر عن حلم.
دولة الشعراء
في بلادي أرصفة خاصة بالشعراء
– صباح الخير
– صباح الخير
إنها حياة مثالية. أحيانا يتقدم طفل يجتاز الطريق بأعجوبة ويمسك بكم شاعر
ـ خذوني معكم
ليس لدينا أطفال، لكننا آباء الجميع. الدولة تعرف ذلك. الموظفون أيضا الذين يقولون: دعوا الطفال يشدوكم من أكمامكم.
أحيانا نثور. هذا ضروري جدا، لأن هناك ظلم؛ ظلم مروع وكئيب، ونحن يجب أن نتحدث عن الظلم، عن الانسان والظلم، عن الدولة والظلم، عن الفقر، يا الله!، ولكن من خلال رموز. لا، أحيانا ندعس الرموز.. واضحين كالوسخ.
أحيانا نخلع أحجار الرصيف، ونصنع صخبا هائلا. أحيانا نهدد. ماذا يعني الشعر، يا رب، إن لم يهدد؟! للأسف لا يفطن أبناء بلادي إلى هذا إنهم يهددون أيضا ولكن بطريقة أخرى. نحن لا نفهمهم وهم أيضا لا يفهموننا. إنهم أبناؤنا في النهاية، لكنهم حمقى وماكرون وشعراء بطريقة تثير التقزز، شعراء متنكرون يجعلون من وجودنا أضحوكة، شعراء جبناء وانتهازيون، شعراء أفسدوا اللغة نهائيا حتى إن الدولة عاجزة عن مطاردتهم. الدولة؟! الدولة أيضا شاعرة. الموظفون أنفسهم شعراء متدربون. وثائق الحكومات ليست أكثر من استعارات. الجنود يقتلون من وراء تلال من القصائد. الله في بلادي شاعر يبكي ويضرب. بلادي؟ إنها نفسها قصيدة لا يمكن ترجمتها. لن تتمكنوا من الحكم عليها أبدا. لا يمكنكم إلا ترديدها. هذا مرعب.. هه؟ لكن الرعب الحقيقي هو كتابتها من جديد.
قيامة
من خلال فكرة فقط يمكن أن تصبح القيامة نفسها حقيقية. يمكن أن يضع أحدهم قفلا على بابه، أو يتركه مفتوحا، لأن الطوفان قادم من أسفل، من المهانة التي لفكرة لم يصدقها أحد.
أريد
أريد أن أكتب قصيدة مثل الطلاء الجديد، تولد كل مرة بتلك اللمعة الوحشية التي تعرفونها، تلك الرائحة التي تشق الصدر، وأخيرا، بذلك الملمس الدهني المخادع لضغينة تنتظر تحت قشرة الكلمات. لا، ليس أخيرا. إذ يجب أن أقول: هذه القصيدة ينبغي أن تقرأ دون أن تتحرك الشفاه. ينبغي أن تقرأ بالحب نفسه الذي نسميه: إرادة النسيان. بينما نوقن أننا مقبلون على جريمة.
لماذا أذنان بالذات؟
لماذا أذنان بالذات؟ لماذا يا رب ليستا ثلاثا، عشرا، مائة حتى، ولكن في أماكن أخرى:
مكان الساعدين مثلا حتى نراهما بوضوح،
في المؤخرة مثلا حتى يرى من ودعناهم أننا ما زلنا نسمع
لماذا يا رب لا تذبلان مثلما يحدث لزهرة، ثم تولدان من جديد في جسد آخر لا نعرفه؟
لماذا إلى الخارج هكذا؟
آه.. لو كانتا مائلتين إلى الأمام قليلا مثل شراعين صغيرين حيث يقف الأنف في المقدمة مستطلعا كل ريح قذرة..
آه لو بالإمكان أن نريحهما في سرير صغير بجوارنا ثم ننام مع من نحب٠ آه..
لكنهما للأسف هناك دائما على جانبي الوجه كصفعتين، كفضيحيتين على الملأ نعيش فقط من أجل الاعتذار عن وجودهما الذي جعلنا دائماً مرتبكين، دائما محاولين أن نبدي التفهم لشيء لا نملكه في الحقيقة لكن آخرين ألصقوه بحياتنا كالعار.
Like this:
Like Loading...
тнє ѕυℓтαη’ѕ ѕєαℓ. Cairo's coolest cosmopolitan hotel.