كارول صنصور: الجنة المقفلة

img_6443

By Youssef Rakha

ألفان من رسائلنا وأزيد
أحتفظ بها
وأحفظ بعضها عن ظهر قلب
.
لم تكن رسالتك الأولى مفاجئة
فقرأتها كما أردت ان أفهمها
“صلّيني”
فأجبت
.
رسالتك الثالثة عشر
كانت بدون شك تبحث عني
بذرة العذاب الأولى
“مشتاق”
.
بوعي وبغيره
رسائل الحيرة والشغف والخوف تدافعت
.
رسالتك الرابعة بعد الأربعمائة
الأقصر من بين الرسائل
قلتها بدون تردد وببعض من الخجل
أصبح نصك بعدها
طقسًا صباحيًا
وملذة تأخذني بعيدًا عن انشغالي اليومي
وسحرًا مسائيًا يدلكني
ويلهب جسدي
ويشعل نارًا عبثا حاولت إخمادها
“أحبك”
.
كنت وبشكل افتراضي
تمسح بكفك شعري
فأشعر بحنين لمكان وزمان لا أعرفهما
تعصف بي رائحة بحر
لم أمشِ حافية على شاطئه قط
تغمرني ريح جبل
لم أجلس على سفوحه متأملة ابدًا
وتقتلني قبلات رجل
لم أرَ عينيه أو أسمع وقع خطاه
.
دخلت ما كنت قد صممت على أن يكون
“الجنة المقفلة”
لم تسرق المفاتيح
بل أعطيتك إياها
جميعها
بدون مقاومة
بدون منازعة
أسلمك وأستسلم لك
كان هذا في رسالتي السبعمائة والعشرين
“أنا لك”
.
تزاحمت الرسائل
ولم يعد هنالك متسع من الوقت
وكأن حربًا شُنّت على الزمان
أو أن اللعنة أعلنت
فلم يعد هنالك ما يقال
استُنفِذَت المشاعر
وسقط القلب في كمين السر المكشوف
.
ردًا على رسالتي الألفين
أعلنت أنك لم تعد ملهوفًا
وأنك تعبت من الكتابة
وليتك لم تخترها
وأعلنت فعل الندامة
“مللت”
.
بعد الرسالة الثامنة بعد الألفين
لم أعِ ما كان
ولم أرغب
“فالمعرفة ألم وقوة على الاخرين”
والمسافة والافتراضية
عدو لمن يشتاق
فلا اعتذارات أنتظر
فأنا فيك وأنت في
بدون قيود أو وعود
سأجدك وتجدني
احتل عرش روحك الفوضوية
.
بلا مقدمات أو شروط
سأحبك دومًا
ولن يكون للرسائل منهجية