مينا ناجي: الجيم

Shakespeare Quartos Project

Shakespeare Quartos Project. Source: Wikipedia

إلى يوسف رخا
.
يا إلهي، أستطيع أن أُحبس في قشرة جوزة وأعدُّ
نفسي ملك الحيز اللانهائيّ، لولا أنّ عندي
أحلامًا سيئة.” هاملت، الفصل الثاني، المشهد الثاني
.
حين يشرعون بقول “عاش” يجول في خاطري إني أحاول أن أبدأ شباباً آخر عبر تحول جسدي.
في أحلامي أبكي وأسافر بشكل متكرر، وأحياناً أتصارع بالأيدي والركلات مع الهواء أو أشخاص من الماضي البعيد.
أحمد ذهب إلى المصحة ليبدأ حياة جديدة يعيشها؛ أتخيله راقداً يقرأ الكتاب الذي سألني عنه الليلة السابقة لدخوله.
لا هواتف أو زيارات في أول أسبوع؛ وأنا أيضاً.
ذراعي اليمين يوجعني. خرج بعد بضعة أيام بسبب إزعاج نزلاء العنبر الشديد.
أعيد ترتيب الأحداث وأتقلّب في فراشي حتي لا أبلله بدموعي التي ذُرفت في الحلم.
أبكي كل شئ لأنه يضيع أو ضاع.
الجيم مملوء بالمرايا؛ مرايا في كل مكان؛ يتطلع إليها العداءون على المشايات ورافعو البارات بالأوزان الثقيلة، حتى الفتيات الرشيقات يفحصن مؤخراتهن ومدى الاستدارة المكتسبة.
أجري وأتعرَّق أمام المرآة في مكاني فأشعر أن الأمر استعارة تخرج لسانها لي.
أتجاهلها كشاعر تقاعد في سن السادسة والعشرين.
لولا أن عندي أحلامًا سيئة.
أحمد بخير الآن ويساعدني على الخروج، فأنا أيضاً أعاني من إزعاج النزلاء.