
Lori Vrba, Butterfly. Source: lensculture.com
يقولون أني متشبثة بالماضي
يقولون أني متشبثة بالماضي
كما لو أنني خلقته
كما لو أنني نحته
بيدي هاتين.
هذا الماضي كان يترصدني عند قدومي،
مثل طفلة وحشية بلا اسم
أخذتها إلى صدري بلمسة الأم
واسميتها “التاريخ”.
كبرت الطفلة
وأصبحت أكثر إنسانية الآن
تتعلم اللغات كل يوم
وتتذكر وجوهاً وأسماءاً وتواريخ.
احذروا، فيوماً ما،
سيشتد عودها وتسافر.
في مديح الطمث
لو أن هناك نهراً أجمل وأكثر بريقاً
من هذا الدم الأحمر مثل حافة قمر
لو أن هناك نهراً أكثر وفاءاً من هذا
الذي يعود كل شهر إلى ذات الدلتا
لو أن هناك نهراً أشجع من هذا
يتدفق ويتدفق في جيشان من الشغف والألم
لو أن هناك نهراً أعرق من هذا
طفل حواء
أم هابيل وقابيل
لو كان في هذا الكون نهراً
أو ماءاً أقوى من هذا الماء الجارف
فصلوا معي
ليتدفق في عروق كل الحيوانات
البهية والمخلصة والعريقة والشجاعة
حسرات
من كان سيصدق أن لهم أجنحة
وأنهم على هذا القدر من الجمال
أو أنهم قد يقعون بشدة في حب من يفنى
يعلقون أنفسهم مثلما تركب الندوب الجلد
نسمعهم أحياناً في أحلامنا يقرعون جماجمهم
ويطرقعون أصابعهم النحيلة
يحسدوننا على شعرنا المقصف ولحم أبداننا المتبل
لقد سمعوني أتضرع همساً في كوبي يدّي
“لماذا أنا مرة أخرى؟”
لكن
من يستطيع تمييز صوت إنسان
بين كل جوقات الرغبة هذه