بخير لكن ليس كما تعتقد: جواب محمود المنيراوي من السويد

i12

Anna Reivilä, from “Bond”. Source: phroommagazine.com

أنت هناك تعتقد أني بخير

وأنا بخيرٍ لكن، لستُ كما تعتقد

آكلُ بمواعيد

وأبحثُ عن قطعِ السكرِ عند الأصدقاء
أبول من الكسلِ في حوضِ المغسلةِ في غرفتي الصغيرة
ولا انترنت يسمح لي بسماعِ أغنية
أجلسُ وحيداً، ألفُ السجائر، أدخنُ، ولا أعرفُ فيما أفكرْ

أقرأ بشراهة محروم يئنُ ولا يشبع
وأفعّل المنبّهات الكثيرة لكل شيء

البيرة التي ستجمعني ببنتِ حلالٍ
أوفّر مالها لوجبةٍ قد تفوتني

وأكتب كثيراً دون أن أراجع

أفعلُ ما أجدته دائماً هناك
لا أنام دون أن أعطي الكائن بينَ فخذي وقته الخاص

وعندي رغبة البحّارِ في قطعِ البحورِ لكني

أغرق في كوبِ ماءٍ

أنا ابن الساحلِ لا أجيدُ العوم لأن أبي لم يحب البحر

ولا كلامَ عندي كي أقوله

ومع ذلك
لم أخن ثقة الوقت في جرّي إلى أبعدِ الهاويات والحاويات

ربما لكي أنسى، وربما لأني نسيت
لا فارق فالنتيجة لا تتغير، لا زلتُ أتذكر
من أنا لاملك حجّة أمام الوقت؟
ما لدي يا عزيزي ليس لي

وأفقي مقسوم كجسرٍ ينتظر الحكومة تصلحه أو تردمه

قاربٌ مخروم من الأعلى
ربما، لا يصل الموج إليه

لكني بخير
هذا شيئي الوحيد الذي أملكه
الواثق منه
فلا تقلق
ولتعلم أن الكل هنا يضحك فعلاً، كما كنّا نسمع
لكنهم يضحكون من بعيد
الابتسامة عندهم قرار

و”لا دخلَ لنا” تراهم يقولونها دون أن يفعلوا

فأضحكُ من التشابه
ذلك الذي هربتُ منه، لأفرّ بجلدي

وأحاول أن لا يكون لي دخل

لكني أبقى المراقب من بعيد
أنظرُ وأفكر وأفكر وأنظر

حتى أنام دون أن أعرف

ويسقط من يدي هاتفي الثمين
فأضحكُ إذ ينكسر
أما النساء، فلتعلم أنهنّ شبه عرايا كما رأيناهن على اليوتيوب

ترى نهودهنَّ وظهورهن وأردافهن
في كل شارعٍ ومطعم ومشفى وجامعة
والشكر طبعاً للصيفِ ودراجاته الهوائية

لكنهنَّ يتجاوزنني على الطريقِ
كمن يمر بلا شيء
بعد أن يُغرقنَ أنفي بروائحِ عطرهن ومسحوقاتهن
لا تنظر واحدة منهنَّ للخلف
إنهنَّ الشرموطات المنيوكات بنات الحرام
لا يبللن ريقك بنظرةٍ للخلف
ولتعلم أنني أضيعُ في المولات والمراكز التجارية

الخريطة في هذه الطوابقِ من المحالِ تبدو فزورة لا حل لي فيها

ولا املكُ مالاً، لا ورق ولا معدن
لكني بخيرٍ
عندي كارت بأربعِ أرقام، فيه كل المالِ
ولا زلت أخطئ في استخدامه
كل مرةٍ
محمود المنيراوي